جريمةٌ ضد الانسانيّة

2013/12/29 الساعة 12:59 صباحاً

 

(جريمةٌ ضد الانسانيّة) هو أقل الوصف وأدنى التوصيف للجريمة البربريّة التي حدثت اليوم في الضالع، فلا شيء يُبرر هذا القتل البشع بهذه الوحشيّة لهؤلاء المسالمين العزّلِ من السلاح، من تواجدوا ليخففوا الأحزان عن صاحبهم ويواسونه في مصيبته، فإذا بهم الضحايا التالية لآلةِ القتل التي يضغط على زنادِها قتلةٌ مرتزقة، لا أشكّ للحظةٍ أنهم جزءٌ من مسلسلِ العنفِ اللامعقول والقتلِ بالجملةِ الفائقِ لكل التصورات والخيالات، وأنهم الأدوات التي تحركها الاصابعُ الآثمة والعقولُ المجرمةُ المريضة التي لا همّ لها غير تفجير الأوضاع ولو على تلالٍ من أشلاء أبناء هذا الوطن وأنهارٍ من دمائهم ..
لا أجدُ المشهدَ في الضالع بعيداً كثيراً في وحشيته وقسوته من مشاهد (جريمة مستشفى العرضي)، لقد تفنن مدبروها ومنفذوها أن تكونا على أعلى درجات الوحشيّة والتمادي في استفزاز النفس البشريّة وفطرتِها السويّة والإسرافِ في القتل البشع، لأنّ هكذا جرائم وهكذا وحشيّة هي ما يعوّل عليه أولئك المجرمون في تفجير الأوضاع وإخراج الناس حتى العقلاء والحكماء منهم من حالة الاتزان الى حالة الانفعال المدمّر التي تنسف العقلانية والتفكير المنطقي، وتُجبر الجميع الى الانتقال إلى مُربعات الثأر والانتقام وردود الأفعال غير الموزونة فتعمّ الفوضى والهجر والمرج الذي بهِ تتحققُ مآربُ أولئك المجرمين.
وبعد كُلّ ما جرى لن تكون هناك جريمة أبشع مما رأيناه في الضالع من جريمة السلطات ورئيس الجمهورية شخصياً إن اكتفى بتشكيل لجنة تحقيق وإرسال برقية عزاء ومواساة ثم تسجيل الجريمة ضد مجهول .. فوالله لن يغفر الله ولا النَّاسُ ولا التاريخُ لهم ..
رحم اللهُ شهداء المجزرة .. وحفظ البلاد والعباد من كيدِ الكائدين