في الأمس التقيت بمحافظ سابق لحضرموت وحدثني عن رؤية دوَّنَها لمعالجة أوضاع حضرموت، ويزمع تقديمها لفخامة رئيس الجمهورية.. وفي معرض حديثه عن حضرموت قال : إنه تقدم من قبل بتقييم للوضع هناك ومقترحات للمعالجة التي كانت ممكنة بتكاليف أقل في ما مضى.. لكنه لم يجد أذانا صاغية وإنما واجه صدا واتهاما وتجاهلا.. وأورد على سبيل التأييد لما يرى : مقولة الديالكتيك، ( المشكلات الكمية المتراكمة تتحول إلى مشكلات نوعية) وقلت : زد ووضح أكثر، فكثير من أفكار كارل مارس جديرة بالاهتمام والتمعن في أيامنا، فنحن لا نختلف معه في كل شيء، وصَحَّحت وقلت : أقصد هيجل فهو أشهر من أسس وخاض في الديالكتيك ..! وقال : الأمثلة كثيرة ، فمثلا لم يُنظَر إلى مشكلة البطالة في حضرموت باهتمام كاف من قبل، وتراكم أعداد العاطلين عن العمل من الشباب، وأصبح كثير منهم جاهزا للإستغلال من قبل قوى التطرف بكافة أشكاله.. وأقولُ : تم استغلال ظروف الشباب من قبل أصحاب المشاريع الصغيرة والتي تفاقمت لتصبح مشاريع خطيرة.. وتندرج الكراهية تجاه مناطق بعينها والإضرار بأبناء تلك المناطق ضمن المشاريع الخطيرة .! كثيرا ما تحدث الأستاذ القدير ياسين سعيد نعمان عن المشاريع الصغيرة، وأصحابها، وكثيرا ما عاش غالبية الناس في هذه البلد وأعينهم على المشروع الوطني الكبير، ضدا على المشاريع الصغيرة وأصحابها.. وغالبا ما كانت المشاريع الصغيرة وأصحابها محل رفض واستهجان غالبية الناس... ومع الوقت تعايش الناس مع المشاريع الصغيرة وأصحابها، بل أصبح التعاطي مع المشاريع الخطيرة واقعا معاشا، وإن كان مريرا... وعلى الرغم من الجهود الجبارة لفخامة الرئيس والحكومة ورئسها، وكل الخيرين، التي تبذل لإخراج البلاد إلى بر الأمان، فلا تزال بلادنا تعيش في دائرة المشاريع الخطيرة... زارني اليوم شاب محترم يعمل في قناة المسيرة، وكان يريد مني الحديث إلى القناة في يوم تدشينها الرسمي كما أفاد..وقلت له ربما لم يحن الوقت بعد، وقد لا يحتمل البعض ما أطرحه الان من ملاحظات وآراء، وآمل أن نصيرَ "أصحاب"مستقبلا..! ونحن في الحقيقة وفي الأصل كذلك، ويجب أن نكون كذلك .. وتحدثت إليه : سنثق في بعضنا عند ما يضع الحوثيون السلاح، وخصوصا الثقيل منه، ويكفوا عن الحروب... وتذكرت ما حدث لجماعة الحجوري يوم أمس، وما سبق ذلك من حرب وحصار لدماج ، وجلاء يهود بني سالم من قبل، في سابقة لم تحدث منذ أكثر من ثلاثة الاف عام... سيبقى مشروع الحوثية من المشاريع الخطيرة، ما لم يضعوا السلاح.. وكررت في حديثي إلى ذلك الشاب الذي بدا ذكيا وودا، وفي حضور عدد من قادة الإعلام العام، ما سبق وقلت من قبل، إننا نرحب أن يكون رئيساً لليمن، أحد رجال صعدة من "أصل قحطان" أو من " نسل عدنان،" على رأي أستاذنا بلفقيه.. وبالتأكيد أعني رئيسا مدنيا، لا يستند إلى الطائفية ولا إلى العصيبة الضيقة، ولا يكون زعيما دينيا وإنما مواطنا طبيعبا، يستند إلى خدمة الناس وليس سيدا عليهم.. وأؤكد على الدوام، أنا الجمهوري، الترحيب برئيس جمهورية من بيت حميد الدين مستقبلا ، وأقول : رئسا وليس أماما.. واعلم ان ذلك لن يكون قريبا جدا، لكنه سيكون ممكنا مستقبلا، إستنادا إلى حقوق المواطنة المتساوية التي تشمل الجميع دون تميز.. وقطعا، فزعيم لليمن يجب أن لا يكون مستندا إلى المشاريع الصغيرة، وليس ممكنا بأي حال، أن ينبثق عن المشاريع الخطيرة.. إذن هناك ضرورة لأن ن يعيد الجميع الحسابات وتمحيص القناعات ومراجعة الأفكار ، وتقييم المواقف وتصحيح المسار.. والله من وراء القصد، وهو وحده المستعان...