الرئيسية - عربي ودولي - هل انتصرت غزة.. ام هزمت?

هل انتصرت غزة.. ام هزمت?

الساعة 01:52 صباحاً

هنا عدن | مقالات 

بقلم "علي النسي"



يدعي البعض ان ما حدث في غزة هو هزيمة معللين ادعاءاتهم انه لا يوجد نصر بسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى وتسويه معظم مباني القطاع بالأرض او بتحرير الارض فلا قدس حررت ولا عكا فتحت...!

وللوهله الاولى يبدوا ان كلامهم صحيح وفقا للمقاييس الانسانية ولكن المقاييس في الإسلام مختلفة جدا عن ذلك لأن الاسلام عقيدة وإيمان قبل أن يكون سلوكا وفعلا. 

فمثلا القتيل عن ارضه اسماه الاسلام شهيدا ووصف القران الشهداء بالاحياء عند ربهم يرزقون. وحين تكلم عن انقاذ النفس المؤمنة قال :"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ووصف القران حسابات الدنيا وقال : "متاعٌ قليل ثم مأواهم جهنم".

ومن المفارقات العجيبة في الاسلام انه عندما اصيب المسلمين بالاحباط بعد ابرام صلح الحديبية وصدهم عن الوصول إلى المسجد الحرام انزل الله ايه (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) وليتبين بعدها ان شروط صلح الحديبية والتي اصر عليها المشركون على وضعها كانت سببا في فتح مكه بعدها بسنوات قليلة.

وان تركنا الاسلام والنضره العقائدية جانبا ونضرنا للامر من ناحيه عسكرية بحته سنجد ان ما حدث هو انتصار فقد فشلت اسرائيل في تنفيذ اهداف عملياتها العسكرية الثلاثه وهي (اجتثاث حماس-اخراج الاسرى بقوة السلاح-تهجير سكان القطاع وخصوصا من الجزء الشمالي للقطاع) ففشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق اي هدف من الاهداف الثلاثة وخضوعه لتوقيع هدنه هو انتصار بحد ذاته رغم الخراب والدمار واما على المدى العسكري الطويل فقد كسرت هيبة اسرائيل بالمنطقة واقتنع الكثيرين ان "الجيش الذي لايهزم" سيهزم.

اما من الجانب الفكري والاخلاقي فان ماحدث لغزة احيا في نفوس الجميع القضية الفلسطينية من جديد بعد ان ظن الكثيرين انها اندثرت وخصوصا في الجيل الجديد الذين لم يعاصروا الصراع وانتفاضات اطفال الحجارة ومعارك اباده غزة السابقه.

وعلى الجانب السياسي والدولي كسبت فلسطين الكثير فاصبحت الشعوب تعلم بفضيتهم وغيرت من نظرتهم للصراع (خصوصا الشعوب التي حكوماتها تساند اسرائيل) وبل كسبت حق اقامة دولتها فمثلا ايرلندا اعترفت بها واغلقت سفارة الكيان لديها وايضا اسبانيا واصبحت قيادات اسرائيل مطلوبه للمحاكمة بسبب مسانده دول مثل جنوب افريقيا والجزائر واندونيسيا وغيرها برفع قضايا في محكمة العدل الدولية ضدهم وحتى الجنود الاسرائيليين اصبحوا مطاردين ولم يعد هناك مكان امن لهم وتم ملاحقة بعضهم الذين ذهبوا للبرازيل وتايلاند للسياحة.

ربما سيقول احدهم ان اسرائيل انتصرت فقد دمرت الحزب في لبنان وتوغلت في سورية وهذة هي الهزيمة بعينها ولكن للاسف مؤمن بان وعد الله حق وحتى لو وصل العدو لدمشق وبيروت والاسكندرونه والبصرة والكويت والمدينة فهو زائل كما وعدنا الله في كتابه.

باختصار ان ماحدث بالرغم من القتل والدمار هو انتصار بكل المقاييس ان كانت دنيويه او دينية فإضعاف العدو نصر، ومراغمته وغيظه نصر، وكسر هيبته نصر، والثبات نصر ،وجعل كلمة عدو الله السُّفلى وكلمة أولياء الله هي العُليا نصر.

ومساكم نصر