الرئيسية - تقارير - الحقيقة المفقودة خلف القضبان… الطلاب اليمنيون في سجون الأسد

الحقيقة المفقودة خلف القضبان… الطلاب اليمنيون في سجون الأسد

الساعة 06:50 صباحاً (هنا عدن : متابعات )

مركز حقوقي: مصير المخفيين اليمنيين في سوريا لا يزال مجهولًا
> عادت قضية الطلاب اليمنيين المغيبين في زنازين سجون النظام السوري السابق منذ سنوات طوال، إلى واجهة المشهد اليمني مع تنامي الحراك الحقوقي والشعبي المطالب بالكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى البلاد.

موقع "نون بوست" نشر أمس تقريرا حول قضية "المعتقلين اليمنيين في سجون الأسد"، وفي التقرير يقول صالح الوهيب، شقيق الشاب اليمني المختطف في سوريا حسن الوهيب، إنه على الرغم من حزنه الشديد هو وعائلته لعدم اكتمال فرحتهم بظهور شقيقه، إلا أنهم لم ييأسوا ولم يفقدوا الأمل، وما زالوا متفائلين بأنه سيأتي يوم ويسمعون فيه خبرًا عنه، خصوصًا مع ورود أنباء بين فترة وأخرى عن مصير المعتقلين في السجون التي كان يديرها نظام الأسد في سوريا والتحقق ما إن كانوا على قيد الحياة أو قد توفوا.

قصة اختطاف الوهيب تعود إلى مطلع سبتمبر 2014، حيث كان هو وأربعة طلاب يمنيين، وهم: "علي حسن سلامة، وهاني نزال، ومحمد عبده المليكي، وأحمد علي ردمان"، على وشك التخرج من تخصص العلوم والاتصالات من "أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب" والتي درسوا فيها كمبتعثين من الحكومة اليمنية آنذاك.

بحسب مصادر متطابقة تحدثت في التقرير، فإن طريقة اختطاف الطلاب اليمنيين الخمسة كانت مشابهة رغم تفرقهم، فالطالب حسن الوهيب تم اختطافه وهو في طريقه إلى مطار حلب، حيث اعترضته مجموعة مسلحة وقامت باختطافه. حينها بثت وسائل إعلام فيديو يظهر الطلاب المختطفين الذين هم في الأساس يعملون ضباطًا في وزارة الدفاع اليمنية.
 

يقول صالح الوهيب: "بالفعل شاهدنا الفيديو الذي ظهر فيه أخي حسن ورفاقه من الطلاب اليمنيين، لكننا لم نعرف ماذا يريد الخاطفون منهم، وكيف يمكننا المساهمة في مطالبتهم بإطلاق سراحهم". 




نظم أهالي المعتقلين عددًا من الوقفات الاحتجاجية، أبرزها كانت أمام منزل الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي في صنعاء، وتحرك ملف هؤلاء ليصل إلى وزارة الخارجية اليمنية التي تابعت الملف بالتعاون مع منظمة "هود" المحلية المعنية بحقوق الإنسان، والصليب الأحمر، ووسطاء داخل اليمن وخارجه، بهدف إطلاق سراح أولئك الطلاب، ولكن دون جدوى.

وحينما اندلعت الحرب في اليمن، أصبح ملف أولئك الطلاب طي النسيان قبل أن يعود إلى الواجهة حينما سقط نظام حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر الفائت.

ويرى المحامي عبدالرحمن برمان رئيس المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، أنه كلما ظُنّ أن قضية الطلاب اليمنيين المختطفين في سوريا قد وصلت إلى النهاية، تعود إلى نقطة الصفر للأسف.

يقول برمان: "على سبيل المثال تواصلنا مع عائلة المختطف الوهيب وأرسلنا لهم فيديو يظهر صورته، وأكدت عائلته أنه هو، وسعدنا لذلك، وبكى عدد من أفراد العائلة، لكن بعد أن تم إبلاغنا من قبل حقوقيين سوريين أنه شخص سوري وليس يمني، انصدمنا".

وأضاف برمان: "لا يزال حتى الآن مصير الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى سوريا مجهولًا، حتى الجهة التي خطفتهم ما زالت مجهولة". وأردف قائلا: "صحيح أنه تم الإعلان في الفيديو المتداول عام 2012 بأن جبهة النصرة هي التي اعتقلتهم، ولكن جبهة النصرة لم تعلن بشكل رسمي مسؤوليتها عن ذلك. وأنا سافرت إلى سوريا عام 2012، وتحريت وقابلت شخصيات قبلية في سوريا من أجل التوسط في صفقة للعثور عليهم والإفراج عنهم لدواعٍ إنسانية، ولكن تلك الجهود لم تؤتِ ثمارها للأسف".

رياض أحمد العميسي، طالب يمني آخر، تم اختطافه من قبل نظام الأسد خلال التحاقه بالدراسات العليا في الطب البشري في سوريا بعد اندلاع الثورة، واختطف من قبل قوات فرع المخابرات الجوية أثناء قيامه بعلاج المصابين السوريين في مشفى الهلال بمدينة دمشق، بحسب تأكيد أحد المقربين من العميسي.

في فبراير عام 2013، اجتمع عدد من المواطنين اليمنيين في تظاهرة في العاصمة اليمنية صنعاء، طالبوا نظام الأسد بسرعة الإفراج عن الطالب اليمني رياض العميسي. حينها وعد القائم بأعمال السفير السوري في اليمن سليمان عادل، المتضامنين مع العميسي بالإفراج عنه خلال أيام، ونفى السفير حينها وجود حكم بالإعدام ضده، لكن قبيلة العميسي هددت بمحاصرة السفارة السورية في صنعاء إن لم يستجب السفير السوري لمطالبها. ولم تنتهِ المظاهرة إلا بعد تدخل قوات الأمن اليمنية في ذلك الوقت.

ختامًا، تبقى قضية المعتقلين اليمنيين في سجون نظام الأسد واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وألمًا بالنسبة للكثير من العائلات التي فقدت أبناءها في ظل الظروف القاسية والظلام الذي يحيط بمصيرهم.