على قولي أن اليمن قد يكون على أبواب حرب أهلية ردّ المسؤول المهم نفسه الذي على تماس مباشر مع قضايا الدول العربية في الخليج في "الإدارة" الأميركية المهمة جداً إياها، قال: "كل يوم يمكن أن يكون اليمن على أبواب حرب أهلية. أنا لا أخفِّف من مشكلات اليمن. لكن أمراً مهماً حصل هو بدء حوار وطني شارك فيه الحوثيون". علّقتُ: لكن الجنوبيين قاطعوه أليس كذلك؟ أجاب: "بعض "الحراك الجنوبي" الإنفصالي شارك في الحوار. سالم البيض وحده قاطع، وهو يدير من بيروت حيث يقيم معركة انفصال الجنوب اليمني". علّقتُ: أنت تعرف من يُحرِّك البيض. وهو يزور بيروت وربما يقيم فيها. ماذا عن الكويت؟ سألتُ. أجاب: "الكويت لا تزال في سنة 1970. بعد تلك السنة لم يحصل فيها تطوّر عمراني وسياسي ومدني وبنى تحتية. أُخرُج من العاصمة قليلاً، فتتفرّج على المشكلات. ربما يستطيع مجلس الأمة الجديد حل المشكلات بتنفيذ خطة تنمية جديدة. ذلك أن المجالس السابقة لم تفعل سوى المناكفة". علّقتُ: أخبرني عن موضوع مهم هو "الإخوان المسلمون" والخليج وتحديداً السعودية. يقولون إن هناك صراعاً دامياً بينهما، ماذا تعرف عنه؟ أجاب: "ليس في علمي أن في السعودية تنظيماً لـ"الإخوان المسلمين". ربما يعطف من فيها على "السلفيين". في الإمارات العربية المتحدة هناك خلايا "إخوانية" قُبِض على بعضها. وهو يحاكم. وهي خائفة جداً من ذلك. في الكويت هناك خوف دائم على الإستقرار فيها. أما قطر فإنها تُموِّل "الإخوان" لكن ليس فيها "إخوان". على كل يُقال أن هناك محور تركيا – مصر – قطر يؤيد "الإخوان" وأن محور السعودية - الإمارات يعاديهم".
لم يُشفِ غليلي اللقاء مع المسؤول المهم نفسه الذي على تماس مباشر مع قضايا دول الخليج العربية فطلبتُ لقاء آخر معه كي يخبرني كفاية عن اليمن وأوضاعه في ضوء الاخطار والتحديات الكبيرة مثل الحوثيين و"القاعدة" و"الحراك الجنوبي". قال: "أنا مقتنع بأن التجربة "السلمية" في اليمن التي أنهت"الثورة" بحلٍّ رتبته السعودية ووافق عليه المجتمع الدولي هي الأكثر نجاحاً حتى الآن من تجارب "ربيعية" عربية عدَّة. حصل تغيير حقيقي. ذهب رئيس جمهورية اسمه علي عبدالله صالح وانتُخِب آخر مكانه، وبدأ حوار بين اليمنيين. قد لا يكون الرئيس اليمني الجديد هادي رجلاً تاريخياً. لكنه يقوم بمهماته بكل دقة. وهو انتزع من أولاد علي عبدالله صالح مواقعهم وسلطاتهم، وخصوصاً ابنه البكر الذي كان قائداً للحرس الجمهوري. وهو مستمر في استعادة صلاحيات الدولة وسلطاتها من الآخرين. وقد بلغ "أذاه" لجماعة صالح "العظم" كما يقال". سألتُ: من يدعم الإنفصاليين في جنوب اليمن؟ يقال أن السعودية تقوم بذلك. أجاب: "يا عزيزي إن من يحرّكهم اليوم في الجنوب هو كما قلت لك في اللقاء السابق علي سالم البيض. إنه زعيم جنوبي سابق. أين يقيم الآن؟ ليس في السعودية. بل في عاصمة بلادك بيروت. يعني ذلك أنه يتمتع بحماية إيرانية يؤمّنها له "حزب الله". إيران تدعم "الحراك الجنوبي" الإنفصالي. صار ورقة في يدها. وهي مستمرة في سياسة تطويق المملكة العربية السعودية بالتحديات والمشكلات.
الجنوبيون في اليمن والحوثيون الشيعة في شماله، والمشكلات الأخرى الكثيرة في البحرين والإمارات ودول الخليج الأخرى". سألتُ: ماذا عن عُمان؟ لقد استطاع سلطانها أن يقف في الوسط. من جهة لا يُزعج إيران، ومن جهة أخرى يحترم الخليج العربي ويشارك في مجلس التعاون الخليجي الذي هو جزء منه. أجاب: "ما تقوله صحيح إلى حد كبير. لكن نحن ربما كنا نفضِّل أن تكون له سياسة إيرانية مختلفة. فإيران تستفيد من موقفه المحايد وكذلك من موقعه المهم. طبعاً نحن لا ننكر أننا نستفيد احياناً من علاقات سلطان عُمان بإيران من أجل حل مشكلات عدة طارئة قد تتطور سلباً إذا بقيت من دون حل. مثلاً سجن الإيرانيون ثلاثة أميركيين قالوا انهم تاهوا فدخلوا إيران من دون أن يعلموا من جهة العراق. نحن نعتقد أنهم خُطِفوا في العراق.
المهم تكلم في شأنهم السلطان قابوس مع إيران وتم إطلاقهم. في إحدى مناطق عُمان المطلة على دبي والخليج فقر كثير وعمل قليل. ويتطلع ابناؤها الى الخليج فيجدون دُوَل الرعاية الدائمة. لذلك هناك نوع من الاستياء الشعبي من السلطة العُمانية وسياستها. لكن في صورة عامة نجحت عُمان في إقامة بنى تحتية ومؤسسات مهمة".
ماذا عن الكويت؟ سألتُ.