نعم هي كذلك عندما يقتحم أولياء الأمور في العملية التعليمية هي كذلك، فعندما يشعر الطالب بأن الغش حق مشروع له فهي كذلك.
نعم هي فوضى وستنتج عنها فوضى أكثر عندما تنهار الحصيلة التعليمية لدى الطالب ويبقى بدماغ خاوية فارغ إلا من أوراق صغيرة (البراشيم).
هي فوضى بكل المعايير عندما تترسخ فكرة (الغش) في عقول أولياء ويجعلهم يهرعون في مساعدة أبنائهم على الغش، وعندما لا يملك المدرس (المراقب) حيلة لردع من ينسخون حصيلة جهد عام كامل من التعليم والتفهم والشرح للطلبة بغية أن يصل ولو لشيء اليسير من هذا العطاء إلى دماغ الطالب ليصقله في ورقة الإجابة عن الإمتحانات فيجد عوضاً عن ذلك قصاصات أوراق محشوة هنا وهناك يلغم به الطالب قبل الإمتحان، وأناس غرباء يحتلون فناء المدرسة وصفوفها على مراعاة ومسمع الجميع.
هي فوضى لأن هناك من ينامر على جيل بأكمله فيحرمه حقه في التفكير والتحليل والدراسة الجادة فيثمر جيل لا يستطيع حتى التعبير عن نفسه أو عن أي موضوع أخر بجملة مفيدة.
هي فوضى إلا أنها غريبة فبدلاً من أن يزور مراكز الإمتحانات وصفوفها المسؤلين للإطمئنان على سير عملية الإمتحانات نرى بعضهم وقد حرض على الغش ويوجهه ويفسح المجال لهم مظهراً حبه لهذا الجيل وتعاونه معه بينما هو قاتلاً لهذا الجيل وما يحمله معه.
فقد أصاب من قال:
كم بنى العلم بيوتاً لا أساس لها *** وكم هدم الجهل بيوت العز والكرم...