يكمن مدى نجاح أي مؤتمر دولي أو إقليمي في عمق ما حدد من محاور أو أهداف وتكون تلك الأهداف موسومة بالاستراتيجية والترتيب حسب أولوياتها وحجمها ومدى أهميتها. وقمة العرب تكمن أهميتها في التوقيت الحساس الذي تعقد فيه وفي ظل تمزق الوحدة العربية وانقساماتها الداخلية في جسد الوطن العربي والخليجي خصوصا. كما أن الوضع السوري والمصري في الهاوية ناهيك عن الوضع الفلسطيني واليمني... جبهات مشتعلة هنا وهناك كان من المفترض أن تكون قمة الكهول العربية قد جعلتها محاور رئيسية للنقاش والتداول. لكن في ظل توجه البعض إلى الإبادة كان هنالك تهميش للقضايا الحساسة والمحورية وبدت القمة عبارة عن منبر للتهاني والتبريكات وكلمات وتهاني مكررة وتجاوز النقاط الساخنة خشية الانشقاق واقتضاب واضح أو اختصار فاضح لكلمة منظمة التعاون الإسلامي التي لم تشر إلى أيٍّ من مناطق الحريق في الوطن العربي .. سوريا أفرغ كرسيها تقديرًا لمشاعر الوجه الأقبح في أجنحة القمة الداعم للثورات المضادة ولوأد الربيع العربي والانتفاضة السورية المخذولة والمظلومة. وجيء برئيس المجلس الوطني إرضاء للجناح الداعم للثورة السورية وأوقف الحديث عن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية إرضاء للجناح الرافض الاستغلال والإرهاب السياسي وتصفية الحسابات. الرئيس اليمني عبر عن الوضع السوري بالأزمة وتحدث عن التسوية بينما هو في اليمن يبرز نفسه المنقذ الثائر لليمن والمخلِّص للشعب اليمني بيد أنه في كلمته كان دبلوماسيا. أخبار أشيرت أن الرئيس التونسي لم يصافح يد منصور الملطخة بالدماء ونشرت صور للرئيس اليمني وهو جالس بجوار منصور جلسة توحي بعدم احترامه لمنصور.. كلمة قطر هي الكلمة التي كانت تنبض من قلوب الشعوب العربية. نبيل العربي لم يتحدث بلسان جامعة الدول ولكن تحدث بلسان القاضي الزند. وأما الكويت فإن تهنئة الكويت لمصر كانت تفعيل وحافز للوضع المزري في مصر في وقت غير مناسب ولهجة منذرة بمستقبل أكثر قتامة. ويبدو أن الكويت تخطط لقيادة مجموعة من برامج مصالحة عربية سواء بين فرقاء التعاون الخليجي أو العربي عموما وقد بدى ذلك من خلال الموازنات التي بدت في التخطيط والتنفيذ للقمة، والأمل يحدونا أن تكون الكويت صماما تلتئم من خلاله جراحات هذه المرحلة وعاملا مساعدا في نصرة الشعوب المظلومة في المنطقة وأن تشكل وساطات بينية على مستوى أطراف النزاع العربي على مستوى الدول أوعلى مستوى أطراف النزاع في مناطقنا المختلفة. ويمكن القول أن نجاح القمة كان بالدبلوماسية العالية فقط التي أسهمت في عدم إيجاد شرخ جديد للمؤتمرين بينما الفشل الذريع هو في إغفال قضايا كبرى