وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بالزي الرسمي للجيش ومنصبه كأرفع مسؤول مباشر عن الجيش يقوم بزيارة إلى منطقة همدان ويلتقي بالقائد الميداني للحوثيين الذين يقتلون الجنود والمواطنين ويتوسعون نحو العاصمة.
الزيارة رمزية حتى لو تمت في أوقات سِلم، وحتى لو كان الحوثيون قد تركوا السلاح تظل مصافحة قائد عسكري لقائد مسؤول عن قتل مئات بل آلاف الجنود والمواطنين ويوجه المسلحين بالضرب والقصف وسفك دم الجندي الذي يمثل الدولة.. رمزية ومقصودة لرفع معنويات المقاتلين الحوثيين.
بعد تلك الصور للقاء محمد ناصر بأبوعلي الحاكم، سيقول الحوثي لمخدوعيه: هأنا أثبت لكم أن الدولة معنا، وإن الذين نواجههم "تكفيريون" عائدون من أبين وشبوة! وبتلك الصورة أيضاً حرص وزير الدفاع على القول: ليست معركتنا مع الحوثي وأكد ذلك بهذه الزيارة!
ولمن يقول إن الوزير "محايد": لا يوجد شيء اسمه "الحياد" إذا كان هناك طرفان يتقاتلان فواجب وزير الدفاع هو ضرب الطرفين وفرض النظام والقانون، وإذا تظاهر وزير الدفاع بالحياد فإنما هو "انحياز" إلى أحد الطرفين يخشى إعلان ذلك بشكل مباشر. وذلك أعلنه بشكل شبه مباشر.
إنها ذورة الخيانة العظمى! ذروة إعلان الانحياز للحوثي دون إعطاء أي اعتبار للبلد وللمواطنين وللجيش..
إعلان عن الموقف.. وزير الدفاع يزور مواقع الحوثيين الذين فجروا ومارسوا القتل والتوسع المسلح.
تحرير البلد وإيقاف الأزمات يبدأ بتحرير وزارة الدفاع التي أصبح في قياداتها شخص لا يجد حرجاً في أن يعلن تواطؤه وخياناته للبلاد في زيارة رسمية لزعيم ميلشيا متمردة. وللناس أن يتخيلوا بلداً يسكنه أكثر من 25 مليون ووزير دفاعه ينحاز بشكل معلن لجماعة مسحلة تقتل على الهوية وتتوسع لمحاولة اعادة التاريخ إلى الوراء.
وليس واضحا على وجه اليقين ما قصة محمد ناصر مع جماعات العنف المسلح.. كل الهجومات الخطيرة للقاعدة على مجمع العرضي وقيادة المناطق العسكرية والوزير مسافر خارج البلاد بل ويستمر اياما بعد كل هجوم دون ان يقطع زيارته. (ولربما لو لم يكن السيناريو القاعدي يتطلب تعاملا مختلفا لكان وزير الدفاع في وكر القاعدة يلتقي زعيم مقاتليهم ويتبادل معه الصور والنكات).
اليمن إذن في أخطر وضع يمر به منذ قيام الجمهورية، لم يصل الحال في أية أزمة سابقة أن وصل الحال بأن يكون القائم على الوزارة رقم 1 والمكلفة بحماية البلاد وحراسة كافة المنجزات الوطنية شخصاً غير مسؤول بل وينحاز إلى العصابات المسلحة التي تهدد مكتسبات اليمنيين وتنذر بحروب تمزق النسيج الاجتماع والأمن والاستقرار.
خطر يتطلب إعلان حالة الطوارئ من قبل كل مواطن إلى حين تحرير الدولة من الاختطاف. وزير الدفاع أعلن تمرده على القسم الذي آداه وصافح الجماعات المسلحة التي تقاتل المواطنين..