نداء إلى شباب اليمن الغالي الذين يتألمون مما يحدث لوطنهم ويتساءلون ماهو الدور الذي يمكن أن يفعلوه في هذا الظرف العصيب أقول لكم : لاتحسبوه شرا لكم بل خير لكم .. لقد أثبتم للعالم كله نبل أخلاقكم وأصالة قيمكم وحرصكم على شعبكم ووطنكم فقد التزمتم السلمية في أبهى صورها وفوتم على أعداء الوطن أكثر من مؤامرة لتدمير هذا الشعب وتمزيقه شيعا وطوائف متصارعة ومتناحرة وأفشلتم بتماسككم وتعاونكم كل محاولات التفتيت والتفكيك والتشكيك بين أبناء الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وأبيتم أن تكونوا وقودا للفتن والعصبيات الطائفية والمناطقية والقبلية المنتنة فبيض الله وجوهكم وشكر الله لكم سعيكم وجهدكم وجهادكم ..
حتى جاءت هذه الأزمة الراهنة في صورة مفضوحة منكرة لايقبلها عقل ولامنطق ولا خلق فكيف لها أن تمر ؟! أبشروا فما يدور على أرض صنعاء وإقليم آزال تحديدا من تدمير للمنشآت ونهب للمتكلمات العامة والخاصة واقتحام للمساجد والبيوت والقنوات الفضائية ودور القرآن واستعلاء على الدولة بكل مؤسساتها والتفاخر بالأنساب والدعوة لتقديس السيد ومن والاه ومحاولة إعادة الماضي الأليم بكل مآسيه من طبقيات ومرجعيات وعبودية لغير الله إنما هي بداية النهاية لمشروع طالما أريد له أن يذلكم ويقهر صمودكم ويقتل العزة والكرامة فيكم وفي أبشع صور المؤامرة أن تنصدموا بهم في معركة غير متكافئة فيسحقكم ويسفك دماءكم وهم فقط ينددون ويشجبون ويستنكرون .. ولكن حدث مالم يكونوا يحتسبون ..
وانقلب السحر على الساحر وبدأت تتعالى أصوات الناس بكل قوة في مدة لم تتجاوز الأيام المعدودة من دخول الحوثيون لصنعاء .. ويتساءل الناس اليوم : أين مشروع التغيير الذي يحمله هؤلاء ؟! وأين العدالة التي ينشدها هؤلاء ؟! وأين صرختم التي يدعونها ؟! فلم نراهم يستهدون لا أمريكا ولا إسرائيل ولكن يستهدفون الدولة والشعب معا .. فلا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..
ياشباب اليمن الأبي هنيئا لكم فقد أشغلتم أنفسكم بهموم شعبكم بينما غيركم من شباب الدول الأخرى قد أشغلوا أنفسهم بالملذات والشهوات والموضات والفنون والمجون وصرف الأموال الباهضة في رحلات ومأكولات وملبوسات باهضة الأثمان بينما أنتم قد لايجد أحدكم قوت يومه والبعض من شبابنا يفترش الأرض ويلتحف السماء رغم أننا في ثورتنا الشبابية السلمية قد حققنا نصرا كبيرا وانضم للثورة كبار القادة العسكريين في أكثر من منطقة عسكرية وعدد كبير من القادة والمشايخ والقبائل ومع ذلك لم تنهبوا بيتا ولامؤسسة ولا معسكرا ولم تطمعوا في مناصب زائلة أو مراكز مرموقة بل كان كل همكم كيف نخلص شعبنا من الظلم والإستبداد و نبني اليمن السعيد الذي يتسع لكل أبنائه بإقل التكاليف وبعيدا عن الدماء والأشلاء ولغة العنف والدمار .. وماذلك على الله بعزيز ..
إنني على ثقة كبيرة أن كل هذه التضحيات لن تذهب سدا .. وكل هذا الصبر والعناء سيجعل الله لكم منه فضلا عظيما في الدنيا والآخرة وسوف يأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلمنا الجميل وأملنا الكبير في بناء وطن واحد آمن ومستقر نبنيه ونحميه ونسعد فيه وتسعد فيه أجيالنا القادمة بإذن الله فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .. وثقوا بوعد الله فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .. ولا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..