أيتها الأمهات
يا من تعبتن وحملتن وأنجبتن وأرضعتن وعلمتن أبناءكن كيف يعيشون الحياة ويتمتعون بما حباهم الله بها من نعم لا كيف يموتون بلا أدنى الأسباب !
أيتها الأمهات !
تعلمن ونعلم جميعا أن قوى الفتنة وهواة إشعال الحرائق وزراعة الضغائن يحشدون الحشود ويعدون العدة لحرب قادمة لا يعلم مآلاتها ونتائجها ولا حتى أسبابها إلا علام الغيوب، . . .حرب لن يكون وقودها إلا البسطاء من أبناء الشعب في الشمال والجنوب على السواء، تلبية لنزوات هؤلاء المصابين بهوس التعطش لمشاهد الدم والمتلهفين لرؤية الجثث تتجندل والأرواح تزهق لا لشيء إلا للاتقام منكن ومن الشعب اليمني الطامح للحرية والكرامة والرقي بعيدا عن تسلطهم وعبثهم واستبدادهم وفسادهم.
أيتها الأمهات الحرائر!
لقد حشد علي صالح مئات الآلاف من الأبرياء في حرب 1994م على الجنوب تحت حجة حماية الوحدة كما عبأ اليمنيين ضد بعضهم في ست حروب عبثية في محافظة صعدة، وهاهو اليوم يتحالف مع أعداء الأمس استعدادا للتضحية بأبنائكن في حرب قادمة قد لا تيقي ولا تذر، ولقد استشهد في تلك الحروب عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء دون أن ينالوا حق التكريم أو حتى السؤال عن أسرهم لكن "الزعيم" حصد ثمرة تلك الأرواح والدماء عشرات المليارات من الدولارات ونالت أمهات الشهداء وزوجاتهم وأبناؤهم الثكل والحزن والكمد والترمل واليتم، فهل ستكررن التجربة مرة أخرى؟
أيتها الأمهات الشريفات !
أيتها الزوجات الفاضلات !
وأنتن تودعن أبناءكن وأزواجكن الذاهبين إلى ساحات القتال اسألنهم من أجل من ومن أجل ماذا سيقاتلون، ولخدمة من سيقدمون أرواحهم وقودا لنار قد تندلع ثم لا تنطفئ؟ واسألن أنفسكن أولا هل هناك ما يستحق منكن التفريط بفلذات أكبادكن أو شركاء حياتكن من أجل نزوة شيطانية لدى رجل أصابه الخرف وأصبحت الحروب عنده نوعا من التسلية والمتعة.
امنعن أبناءكن وأزواجكن من الذهاب إلى المحرقة وانصحنهم بالتمرد على هذا العجوز المتصابي الذي خرب كل شيء جميل في حياتنا ولم نجن من سياساته إلا الخراب والدمار والانهيار والبغضاء والكراهيات والفشل.
تذكرن أن لحظة وداعكن لأزواجكن وأبنائكن قد تكون آخر لحظة لآخر وداع، فقد لا ترينهم مرة أخرى وقد تستقبلنهم على النعوش والجنائز فهل هذا هو ما تحلم به أم لابنها وزوجة لزوجها.
وأذكر هنا أن صالح كان يستدرج الناس باسم الشرعية ويخدع الناس باسم الجمهورية والوحدة فبماذا سيقنعنا اليوم لنحارب في صفه. . بعد أن لفظه الشعب وبعد أن كشفت ثورة المعلومات عن فساده وعبثه وثرواتنا المنهوبة لديه، أنه يريد أبناءنا أن يقاتلوا ويقتلوا حتى يحافظ على ملياراته ويضيف إليها المزيد ونجني نحن الحزن والأسى والخراب والدمار وزيادة عدد المقابر والأضرحة لأبنائنا بينما يواصل هو وأبناؤه وأحفاده وأقرباؤه الاستمتاع بالحياة والعيش بأمان والتفسح في أرجاء الأرض والتنقل بين مدنها ومصايفها وملاهيها، فهم لن يذهبو للقتال ولن يلطخوا ملابسهم الأنيقة بتراب الساحات.
فهل تقبلن على أنفسكن وعلى أولادكن وأزواجكن هذا المصير البائس؟
اللهم إني بلغت! اللهم فاشهد!