سخر الكثيرمن الانتصار الساحق الذي حققته المقاومة الجنوبية في رأس عمران على تحالف الحوثي ـ عفاش، مستحضرين سهولة سقوط محافظة عمران بقبائلها الشرسة والقوات المسلحة التي كانت تتمركز فيها، وبمشايخها المشهود لهم بالتأثير الكبير على القبائل وحشدهم للقتال حتى لو كان ضد بعضهم بعضا.
ربما لا يعلم الكثير من هؤلاء أن عمران الواقعة غرب محافظة عدن ليست محافظة ولا مديرية ولا حتى مدينة بل إنها ليست سوى منطقة ساحلية لا يتجاوز عدد قاطنيها المئات وإن زاد فقد لا يتجاوز الألفي نفر، وإن هؤلاء السكان بتعاونهم مع المقاومة الجنوبية استطاعوا بلا قبائل وبلا مشايخ وبلا جيش محترف أن يقهروا تحالفا ضم أقوى جيش عرفه التاريخ اليمني وأقوى مليشيا شهدتها اليمن على مر العصور.
سيتذكر المؤرخون كيف أسقطت المقاومة الجنوبية الأبية منطقة رأس عمران من أيدي المليشيات الحوثية ـ العفاشية وسيكون لهذا الحدث ما بعده في سياق معركة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة التي يخوضها الجنوبيون منذ زمن.
ربما تكون منطقة رأس عمران متناهية الصغر على الخريطة الجيوـ سياسية للجنوب، لكن أهميتها تكمن في موقعها على شاطئ البحر وتحكمها في الطريق الواقع بين السواحل التهامية الواقعة تحت سيطرة تحالف الحوافش, وساحل خليج عدن وبين مدينة عدن وأحيائها بدءً بصلاح الدين فالبريقا فمدينة الشعب حتى بقية المدن الواقعة في مديريات عدن والتي يحتل الحوافش جزءً منها ويسعون لاحتلال ما تحرر منها من الاحتلال الجاثم عقدين كاملين على صدور الجنوبيين.
تحرير رأس عمران وقبلها تحرير مدينة الضالع وانتزاعهما من أيدي وحش الحوافش مؤشر على أن المدفعية والكاتيوشا والدبابات ليست وحدها ضمانا للنصر وأن التفوق العددي لا يعني شيئا عندما يكون أصحابه بلا قضية سوى القتل من أجل القتل، وأن أقلية من المقاتلين الشرفاء المؤمنين بعدالة قضيتهم والمخلصين لهذه القضية حد الاستعداد للاستشهاد في سبيلها يمكن أن يهزم أقوى الجيوش وأعتى المليشيات معا.
ستنتصر المقاومة الجنوبية لأن بيدها عدالة القضية وقوة الإرادة والتمسك بالحق حتى النصر أو الاستشهاد وسيندحر الغزاة رغم ما لديهم من سلاح وعتاد ورغم تفوقهم العددي لأنهم بلا قضية سوى البحث عن الغنائم وبلا إرادة سوى إرادة إرضاء السيد والزعيم.
* من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك