د.عيدروس النقيب
تتوالى الرسائل والبيانات والتصريحات المطالبة بطرد الوزراء والمسؤولين الشماليين من عدن، ويتبنى هذه المطالب أفراد معظمهم ينتمون إلى بعض فصائل الحراك الجنوبي، لكنني لم أقرأ موقفا رسميا لأي من هذه الفصائل يتبنى هذا الموقف ما عدا ما صرح به الدكتور عبد الحميد شكري رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب الذي عبر في تصريح له عن عدم ترحيب بالحكومة بكل وزرائها الجنوبيين والشماليين على السواء.
لكن السؤال الذي يستحق النقاش هو هلمحاصرة مقرات إقامة الوزراء والمسؤولين الشماليين أو حتى طردهم يقدم حلا للقضية الجنوبية؟، وهل هذا السلوك يقدم الجنوبيين على إنهم أصحاب قضية عادلة؟ ولو افترضنا أن الحكومة ليس فيها وزراء شماليون وأن كل وزرائها جنوبيون فهل حلت القضية الجنوبية؟
في رأيي ينبغي على الطبقة السياسية الجنوبية أن تتصرف بحكمة وذكاء ومستوى متحضر من السلوك يبرهن على أحقية ومشروعية وعدالة القضية الجنوبية وليس بطريقة التلاميذ المشاغبين الذين إذا لم يعجبهم المدرس يطالبون بإلغاء المادة.
يستطيع الجنوبيون أن يؤكدوا تمسكهم بقضيتهم العادلة والمشروعة ولكن ليس من خلال طرد الوزراء الشماليين أو محاصرة مقرات إقامتهم، فهؤلاء ليسوا جوهر المشكلة بل من خلال فعاليات جماهيرية سلمية تعبر عن مدنية وحضارة الجنوب والمنتميين اليه وتعكس جوهر القضية الجنوبية وهي قضية الدولة والأرض والهوية والتاريخ والثروة والثقافة. . . قضية الحرية والعزة والكرامة وليست قضية وزير
من هنا أو مدير من هناك.
محاصرة الوزراء الشماليين أو حتى طردهم يحرف القضية الجنوبية عن مسارها ويجعلها مجرد خلاف مع بعض الأفراد فقط لأن أصولهم شمالية؛ لكنه سلوك يعبر عن نزق سياسي وتطرف فارغ من المضمون، أما من تثبت إدانته بجرائم أو جنايات أو فساد فيمكن المطالبه بمحاسبته كجاني ومجرم وفاسد وليس لأنه شمالي.
------------------------------
* عضو مجلس النواب وقيادي في الحزب الاشتراكي اليمني
🌐