حسن بن حسينون
غير أن سلاطين يافع وما اكثرهم هذه الأيام فهم الأكثر حركة والاكثر نشاطا بل ان كل شيخ من مشايخ يافع قد جعل من نفسه سلطانا وأن وجودهم المتواصل في ساحة الاعتصام وما يقدمونه من تبرعات ومن اموال طائلة للمعتصمين الذين يشكلون ابناء يافع الغالبية منهم . ولا شك ان رجال المال والاعمال والاثرياء منهم على وجه الخصوص يمثلون قوة مؤثرة سياسيا واجتماعيا ولا يمكن أن ينافسهم أحد سوى رأس المال الحضرمي . أما الفارق فان المال والثروة والاقتصاد من وجهة نظر سلاطين ومشايخ يافع له ارتباط مباشر بالسياسة , فالسياسة عندهم اقتصاد مكثف وهو مصطلح من مصطلحات الاشتراكية العلمية , عكس الراس المال الحضرمي داخل الوطن وخارجه رغم كبر حجمة فلا مكان للسياسة في قاموس التجار ورجال المال الحضارم . وعلى هذا الأساس فلا يوجد من ينافس الرأس المال اليافعي . وما تواجدهم وما ينفقون من أموال للمعتصمين ولشراء الولاءات بما في ذلك الأقلام تحت الطلب .
ومن يتابع ما ينشر في الصحافة المحلية الا دليل واضح بأن سلاطين ومشايح يافع لديهم مشروع سياسي الذي لا يمكن تجاهله الا من يجهل الف باء السياسة وأن ذلك المشروع يتمثل بدولة واحدة في الجنوب ورفض ان يكون الجنوب اقليمين وهو ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني وأكد عليه المجتمع الدولي ودول الخليج .
ان رفضهم هذا لم يأتي من فراغ وقد تمت دراسته بعمق ومن خلاله يستطيعون تحقيق اهدافهم المستقبلية لأنهم في حالة القبول بالإقليمين فسيجدون انفسهم في ضياع ومشتتين بين اقليم عدن واقليم حضرموت وبرغم اموالهم الهائلة فهم غير مقبولين وغير مرحب هم لا في الجنوب ولافي حضرموت وقد سبق لهم ان اكدوا على دلك بانهم مكروهين من الجميع .
اما في حالة استعادة دولة الجنوب حتى ولو كان بالتحرير والاستقلال وهو ما يرددونه في ساحة الاعتصام وعبر وسائل الاعلام فانهم يعتقدون بأنهم وحدهم من ستكون لهم الهيمنة والنفوذ والسيطرة المطلقة على عدن وحضرموت وهنا تتحقق اهدافهم واحلامهم القديمة الجديدة فيصبح عندها سلاطين يافع يتوزعون في حكم الولايات في شرق الجنوب وغربه على طريق اقامة امبراطورية يافع العظمى في جنوب الجزيرة العربية .
ومن غرائب اساليب الخداع والتضليل التي يجيدونها بكفاءة عالية وخاصة ما يتعلق بتوزيع الأدوار , فمن يتابع تحركاتهم كمعارضين في ساحات الاعتصام وتواجدهم كقيادات لمكونات الحراك الجنوبي وكذلك تواجدهم المكثف في مختلف مؤسسات حكومة ودولة الدحابشة التي يحلو لهم تسميتها وبالذات المناصب القيادية العليا في مؤسسات الجيش والأجهزة الأمنية لا بد وأن يشعر بالصدمة والحيرة والذهول فهم لا يشعرون بالخجل فبإمكان اي منهم أن يتحول فجأة إلى حرباء سريعة التلون : بالأمس قائد عسكري أو مدير مديرية فإذا به فجأة تجده وقد انقلب ويتصدر مقدمة صفوف الحراك واللعنة التي يوجهونها للدحابشة لا تفارق شفاههم في أي مكان يتواجدون فيه ليظهروا انفصاليتهم وجنوبيتهم وهذه صفات يتميزون بها عن غيرهم في التركيب الاجتماعي الجنوبي . ان توزيع الأدوار الذي يقومون به فيما بينهم لا يقتصر على داخل الوطن بل موجود في العديد من بلدان العالم وخاصة المتقدمة منها وهي أدوار شبيهة لما يقوم به اللوبي الصهيوني العالمي .
فعلى سبيل المثال السلطان غالب بن عوض القعيطي المخلوع مرابط في العاصمة البريطانية فلا يمر وقت قصير حتى يظهر على وسائل الاعلام بتصريحاته ولقاءاته بأصحاب القرار للضغط عليهم وبأقناعهم على رفض تقسيم الجنوب إلى اقليمين أو تقسيم اليمن إلى جنوب وشمالي وما يؤكد على ذلك ما نشرته صحيفة الأيام في 3 ديسمبر 2014 م تحت عنوان ( السلطان القعيطي : مشروع الإقليمين غير ممكن التنفيذ وسيرفضه شعب الجنوب ) كما ناشد في بيانه المجتمع الدولي والامم المتحدة الى الابتعاد عن هذه التجارب السياسية لأن نتائجها كما قال الفشل المؤكد وأن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق التاريخية .
إن أبسط رد على ما قاله السلطان المخلوع بأن الحقائق التاريخية تقول أن تبقى منطقة يافع وقبائل يافع في اطار الجمهورية العربية اليمنية كما كانت تنتسب تاريخيا كجزء من جغرافية اليمن الزيدي .
وهل يريدون من يذكرهم بمن فصل رأس سلطان لحج العبدلي عن جسده وأخذه إلى إمام صنعاء الزيدي ؟ والمصيبة أنهم لا يقبلون لا بالإقليمين بين الشمال والجنوب ولا بالإقليمين في الجنوب عدن وحضرموت فطموحاتهم كبيرة لا حدود لها الشبيهة بالطموحات النازية قبل الحرب العالمية الثانية وحتى الأولى عندما كانت المانيا عملاقا اقتصاديا واقزم في المستعمرات مقارنة مع فرنسا وبريطانيا وحتى تتمدد للحصول على مستعمرات لها فقد شنت الحرب العالمية الأولى والثانية وأدت الى خسائر بشرية بعشرات الملايين من البشر .