الحقيقة التي لايمكن "إنكارها" هي ان سلطة المحافظ الزبيدي ليست "بخير" و تسير في الطريق "الخطأ" الذي سينتهي إلى إحراق وإسدال الستار على تجربة علق عليها الناس آمال كثيرة وكثيرة جدا .
والحقيقة التي لايمكن إنكارها أيضا ان التاريخ سيسجل ان "الزبيدي" احد اشرف وأنزه وأعظم الرجال الذين عرفتهم قيادة السلطة المحلية بعدن منذ العام 1967 وحتى اليوم، لكن من حوله ساقوه صوب مصير لا يريده ولا تريده له "الناس".
ولان "الزبيدي" رجل عظيم ونبيل تركه كثيرون وحيداً دونما معرفة يواجه خارطة فساد وأدواتها الممتدة منذ العام 1994 وحتى اليوم .
طوال تاريخ مدينة "عدن" كان يتم استقدام محافظين فاسدين لكن هؤلاء "الفاسدين" كانوا يلجئون إلى طواقم إدارية متمكنة وعارفة وفاهمة مداخل السلطات وكيفية اللعب على المتناقضات .
وفي عهد الزبيدي" جيء برجل "نظيف" و"صادق" و محب لكل الناس ،لكنهم نزعوا عنه مخالبه وتركوه وحيداً يصارع بلا مخالب ولا "أسنان".
وحيداً يقف "الزبيدي" شامخاً حتى اللحظة في مواجهة عاصفة هوجاء من مطالب الخدمات المتردية و الفساد والمحسوبية والتدمير المتعمد لكل شيء التي تكبر يوما عن "أخر" ،يفتقر الزبيدي في مواجهة كل هذا إلى ابسط أدوات الإدارة والكفاءات على جميع "الأصعدة"،فيما يحاربه أعداءه بتركة هائلة من الخبرات الإدارية والمسئولين المتمكنين في خارطة "الفساد" والضرب من تحت الحزام .
أكثر ما يحتاجه "الزبيدي" اليوم هو اقتلاع أدوات الفساد هذه من كل المؤسسات وبينها أدوات الأنظمة السابقة والسعي لتشكيل إدارة سلطة محلية حقيقية تحارب معه ، لا ان يحارب وحيداً في تجربته الأولى والتي هي تجربة كل "الناس".
اجزم ان حال الكهرباء فيما إذا واصل الانهيار انه سيصل الصيف القادم إلى 20 ساعة انقطاع ،وحينها لن يرحم الناس احد لذا انطلاقا من الإحساس بالأشياء فإننا نحذر من ثورة لن تبقى ولن تذر ولانريدها ان تكون في وجه من نحب .
لن تنفع "الزبيدي" الدعوات المتشنجة من قبيل انه "خط احمر" وكلنا فلان من الناس وما سينفعه فقط هو حجم ما سينجح به في خدمة الناس ورفع كاهل المعاناة عنها .
قال احدهم :" لماذا يحل الجميع المحافظ مسئولية تدهور كل هذه الخدمات؟ لماذا لا يحاسبون "هادي" وحكومة الشرعية رد عليه احد العقلاء قائلا:" المواطن العدني لا يبحث عن هذه التفريعات وجبل منذ عقود ان من يحكم "عدن" هو المسئول عنها ، لذا من الصعب ان تمسك كل مواطن على حدة لتشرح له كل هذه التفاصيل العميقة.
على الرئيس "هادي" وحكومة الشرعية والتحالف ان يتحركون والا يترك الزبيدي وحيدا يصارع كل هذه التركة .
لا يزال هنالك متسع من الوقت للرجل ان يتجاوز "السقوط" والفشل وعليه ان يسعى لتقييم تجربته وان يتجاوز من يحاصرونه داخل مكتبه ولا يجيدون سوى تقديم الأوراق لأخذ التواقيع وعليه ان ينطلق إلى "عدن" ففيها الخير الكبير وفيها الكثير من الكفاءات والخبرات التي ستقف إلى جانب الزبيدي متى ما فتح لها "أبوابه".
هذه نصيحتنا وإنا له من الناصحين
#فتحي_بن_لزرق