{ }
في الإحتفالية السبتمبرية الرابعة والخمسين التي أقامتها الحكومة تحت رعاية رئيس وزرائها الدكتور أحمد عبيد بن دغر كنا نتمنى أن تقام تلك الإحتفالية وكل سكان العاصمة عدن ينعمون بعودة التيار الكهربائي الذي أَرَّقَ معيشتهم وأدخلهم في جحيم المعاناة .
وكنا نتمنى أيضاً إن كان إحتفال حكومتنا المبجلة ورئيسها المبجل بعيد الثورة السبتمبرية في الوقت الذي تنعم فيه كل أسرة عدنية بإنسياب المياه في مواسيرها التي أصبحت صدئة بسبب الإنقطاعات المستمرة.. وكنا نتمنى من الحكومة بألا يجرحوا مشاعر أهلنا في عدن وكان حَريٌّ بها أن تتلَمَّس معاناتهم بدلاً من الإحتفال بهذه المناسبة .
نحن لسنا ضد الإحتفال ولكننا ضد الإحتفال في هكذا أوضاع مأساوية.. فكيف لكم يا أعضاء حكومتنا الموقرة تحتفلون وتفرحون ومئات الآلاف من أبناء عدن يَصلَونَ سعيراً جراء موجة الحر الشديد .
يجب على الحكومة أن تدرك جيداً بأنه لن يتحمل أبناء عدن أكثر مما تحملوا لا سيما بأن المحافظة عدن باتت لديها المؤهلات لأن تصبح عاصمة حقيقية للبلاد، فالحكومة متواجدة بالكثير من وزرائها.. والبنك المركزي قد تحول إليها وحركة الميناء تسير على قدم وساق وقريباً ستستقبل المحافظة عدن فخامة رئيس الجمهورية وستكون هناك الهيئات الدبلوماسية تباشر عملها .
فكيف لعاصمة البلاد أن تكون وفيها الإنقطاعات الكهربائية تصل لعشرون ساعة في اليوم وإنقطاعات الماء في بعض المناطق يصل إلى عشرون ساعة وبعض المناطق الأخرى لا يصل إليها الماء مطلقاً؟ وكيف لعاصمة أن تكون وفيها طفح المجاري في كل شارع من شوارعها؟ وكيف لعاصمة أن تكون وبها الإختلالات الأمنية وعمليات الإغتيال نسمع عنها شبه يومياً؟ وكيف لعاصمة أن تكون وفيها كل تلك المظاهر المسلحة للصغير والكبير؟ .
كيف لعاصمة البلاد أن تكون وبها الترهيب لبعض المواطنين وترحيلهم وإخفاء بعضهم قسراً والبعض الآخر يُزَج بهم في السجون والمعتقلات بغير حق ودون مبرر وعندما يُسأل مدير أمنها المُغيَّب عن أي تجاوزات من رجال أمنه فحيناً يقول لا أعلم وحيناً آخر يكون هو العقل المدبر لهذه التجاوزات؟ ناهيك عن البسط على الأراضي والإقصاءات والتهميش بالإضافة إلى الكثير من المعضلات التي لا يسعني ذكرها لطول شرحها .
يجب على الحكومة الآن أن تُسارع في حل كل تلك القضايا والمشاكل العالقة التي كما قلت أَرَّقَت المواطن وحولت حياته إلى جحيم لا يُطاق ولن تتأتى كل تلك الحلول إلا بتظافر الجهود والبحث عن أسبابها من جذورها ومن ثم العمل بالأولويات بدايةً بتعيين شخصية عدنية إجتماعية مؤهلة ومشهود لها بالكفاءة والنزاهة والخبرة بدلاً عن ذلك الإمعة عيدروس الزبيدي الذي لم يكن جديراً بثقة رئيس الجمهورية وخَذَلَهُ وخَذَلَ أبناء عدن وكان همه الوحيد هو كيف يضلعن عدن؟ من خلال إقصاء أبناء عدن ويأتي بآخرين من أبناء جلدته ومن الحراك الإنفصالي الإيراني كالمدعو أبو علي الحضرمي الذي يُقال بأنه هو الحاكم الفعلي للمحافظة عدن في الوقت الذي يقوم فيه عيدروس الزبيدي بدور خيال مآته .
وأخيراً نتمنى من الحكومة أن تستقطب الكثير من قيادات وأفراد المقاومة في عدن وإحلالهم بدلاً عن كل أولئك الدخلاء المدعين بالمقاومة وبدلاً عن كل الآلاف الذين نزلوا من قراهم ليعيثون في عدن فساداً وقبلية وعنصرية، وإن لم تفعل الحكومة كل تلك الإجراءات ستتحول الأمور إلى مالا يُحمَد عُقباه فعدن الآن قنبلة موقوتة ستنفجر في أي وقت، فنرجو أن يجد كلامنا هذا صدى في قلوب المعنيين بالأمر وبعدها نرجو أن نرى عدن وقد تحولت إلى عاصمة حقيقية كما كانت صنعاء عاصمة حينما كانت تحكمها عصابة عائلية .
علي هيثم الميسري