فلن أكون ظهيرا للمجرمين

2016/10/04 الساعة 10:46 صباحاً
عمار بن ناشر العريقي إن الصراع بين المصلحين والمجرمين سنة كونية قدرية أزلية أبدية منذ بداية خلق أبينا آدم وعدوه إبليس إلى يوم الدين (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين). ومما دلت عليه محكمات القرآن المبين أن الرعاع والطغام كما تولوا وناصروا المجرمين في الدنيا فإنهم يشاركونهم الإثم والعذاب يوم يقوم الناس لرب العالمين (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) أي آثمين. ويتبرؤؤن منهم مستهزئين (فأغويناكم إنا كنا غاوين *فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون *إنا كذلك نفعل بالمجرمين). نعم يمكن للعاقل أن يتفهم سر شهوة المجرمين في ظلم و إقصاء المعارضين لغرض الاستحواذ على السلطة والثروة؛ كونهم من ذلك مستفيدين ؛ لكن الذي لايمكن تفهمه و تفسيره أو الدفاع عنه و تبريره هو توفر الغوغاء التي تشيد به وتنافح عنه وتعادي المصلحين من خصومه بمحض إرادتها وفرط سذاجتها تجاهلا لفساد واقعه وتأريخه، فيجلبون لأنفسهم العنت والشقاء بفرط رعونة وغباء وتعاميا عن تعظيم الدين والأخلاق و أصول الولاء والبراء .أفلا يعقلون؟ (أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ مالكم كيف تحكمون ) !. فما بلبثون حتى يتخلى عنهم أهل الإجرام في الدنيا والآخرة بعد أن قضوا بهم اوطارهم وخانوا دينهم وأوطانهم فينوحون ثبورا (ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا *ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ). وإن كان مستغربا مناصرة فئام من الرعاع والعوام الطغام فأشنع منه وأقبح مناصرة بعض أهل العلم والفكر والإعلام وهم يقرؤؤن تعنيف الرب تعالى لرجل من بني إسرائيل رزقه الله علم الكتاب وكان مجاب الدعوة (بلعام )بن باعوراء. ذلك لمجرد دعائه على نبي الله موسى عليه السلام وأتباعه استجابة لضغوط قومه. فاسمع إلى تشنيع رب العالمين (واتل عليهم نبأ الذين آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) ولذلك فقد شبهه وأمثاله الرب لفرط غبائهم وجرمهم بأقبح الحيوانات : (كمثل الحمار ) (كمثل الكلب ). و في المقابل فإن من جميل براءة نبي الله موسى عليه السلام والاعتذار من مناصرة الباطل كون ذلك من عصبيات الجاهلين استغاثته ربه بهذا الابتهال الجليل شكرا لفضله الجزيل (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) عفوك وتثبيتك يارب العالمين. ولذلك كان من الواجب على المسلم عدم السكوت عن الباطل او الموافقة له فضلا عن الدفاع والمنافحة عنه تعظيما للحق وإقرارا للخير وحبا للرب وشكرا لنعمه وغيرة على دينه قال تعالى (ولاتكن للخائنين خصيما ) (ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لايحب من كان خوانا أثيما ) وصدق الله (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ).