في الإحتفالية السبتمبرية التي أقامتها الحكومة اليمنية برعاية رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر تباينت الآراء وردود الأفعال في الشارع اليمني الجنوبي، فمنهم من أيَّد وباركَ فكرة الإحتفال بهذه المناسبة ومنهم من إستنكر هذه الإحتفالية بحجة إنها مناسبة خاصة بدولة الإحتلال على حد قولهم ولا تعني دولة الجنوب.. وهؤلاء أغلبيتهم تابعين للحراك الإيراني الإنفصالي الذي يتزعمه المدعو علي سالم البيض .
الكثير منا يعلم بأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر شارك فيها الكثير من الثوار الأبطال الجنوبيين وهم آباء وأجداد الكثير من أولئك المعترضين على إقامة هذه الإحتفالية في العاصمة عدن، ولكن للأسف الشديد غسيل المخ الذي تلقاه أولئك الأبناء والأحفاد من قِبَل قيادات الحراك الإنفصالي الإيراني جعلهم يستنكرون ويعترضون على إقامة هذه الإحتفالية السبتمبرية في العاصمة عدن .
على العموم ليس هذا موضوعنا ولكنني آثرت أن أذكر ماقلته آنفاً للخوض في الإحتفالية القادمة ألا وهي الإحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.. هذه الإحتفالية بالتأكيد سيباركها بل وسيشارك بها الحراك الإنفصالي الإيراني من خلال قواعد هذا الحراك المغلوب على أمرهم والمنقاد وراء الشعارات الثورية ودغدغة المشاعر التي يقوم بها قيادات هذا الحراك المشكوك في أمرهم .
لديَّ سؤالٌ وددتُ أن أطرحه وهو: هل الحكومة اليمنية سترعى الإحتفالية الأكتوبرية لإحياء ذكرى مجيدة كذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر مثلما كانت هي الراعي الرسمي لإحتفالية ذكرى الثورة السبتمبرية؟ أم سنراهم وقد عادوا إلى أسرهم في الرياض قبل حلول يوم الرابع عشر من أكتوبر؟ .
ضنوني تتجه لنظرية رحيل أعضاء الحكومة من العاصمة عدن قبل حلول ذكرى ثورة 14 أكتوبر بسبب الهاجس من تلك الحشود المقدرة بالآلاف بإقتحامها قصر المعاشيق الذي يتواجد فيه أعضاء الحكومة.. وكذلك خوفاً من وقوع أعمال إرهابية سيقوم بها ذلك الحراك الإنفصالي المدعوم من دولة إيران الفارسيّة الإرهابية عبر مندوبها اللبناني الأصل المدعو فادي كريم الملقب بأبو علي الحضرمي والذي تَلَفَّظ في مؤتمر صحفي بقوله: نمتلك 2500 مقاتل عسكري يمتلك أعلى القدرات العسكرية والقتالية وهو على أهبة الإستعداد.. ياترى هؤلاءِ المقاتلين تابعين لمن وأين تدربوا ومن أين يستلمون رواتبهم؟ .
خوف الحكومة لهوَ مبرر في محله لاسيما بأن العمليات الإرهابية قد بدأت والدليل تلك عمليات الإغتيال والتي في إحداها قامت تلك العناصر بتصوير عملية الإغتيال لضابط عسكري في وضح النهار، وكذلك عملية الإختطاف لشاب عدني وزرعوا به حزام ناسف ومن ثم رموه من مركبتهم في شارع حيوي مكتظ بالمارة .
سؤالين أخيرين 1) هل ياترى ستحدث كارثة كبرى تُخَلِّف الكثير من الضحايا في هذه الإحتفالية ولاسيما ستكون في أحد الميادين من خلال هجوم إرهابي الغرض منه تصفية حسابات وبث فوضى عارمة تتحدث عنه وسائل الإعلام العربية والدولية لإضعاف الشرعية اليمنية وإظهارها بأنها غير قادرة على تأمين العاصمة عدن ؟ .
2) هل ستكون هناك محاولة إنقلاب عسكري في العاصمة عدن من قِبَل ذلك التيار الإرهابي المسمى الحراك الجنوبي الإنفصالي المدعوم من دولة فارس الإيرانية الإرهابية؟ .
يوم الرابع عشر من أكتوبر سيجيب على تلك التساؤلات بحول الله وقوته.. و نسأله تعالى أن يبدد كل مخاوفنا تلك ويحفظ العاصمة عدن وشعبها المكلوم من كل شر .
علي هيثم الميسري