القواسم المشتركة بين أنصار المخلوع العفاشي ذو الجسد المُرَقَّع وأنصار الكائن المُحَنَّط علي سالم البيض هو إنحطاطهم الأخلاقي وبيعهم لكرامتهم مقابل القليل من المال الحرام، فالأول يحشد أنصاره لميدان السبعين متى شاء والآخر يحشد أنصاره في ساحة العروض وغيرها من الميادين متى شاء .
ففي هذا اليوم وبمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر خرج الآلاف من الجنوبيين للإحتفال بهذه الذكرى العظيمة وكنا نتوقع بأننا سنشاهد صور الشهداء الذين سقطوا في الحرب الأخيرة والذين ضحوا بأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالي ولدينهم وعرضهم وعلى رأسهم ذلك الشيخ الشهيد علي ناصر هادي وكذلك صور فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ولكن للأسف صدمونا أولئك النفر الذين باعوا كرامتهم وضمائرهم من أجل المال الزهيد حينما رفعوا صور لكائنات بشرية مُحَنَّطة يعملون لمصالحهم الشخصية ولمصالح الدولة الفارسية التي تمدهم بالأموال الطائلة لأجل إرساء مخططاتها ومشاريعها في اليمن .
شاهدنا صور لمسخ وعميل إيراني يدعى علي سالم البيض وأيضاً صور لطفل يحاول أن يُظهِر رجولته يدعى فادي باعوم ووالده المُقعَد والطاعن في السن حسن باعوم وكذلك صورة صاحب مشروع الجنوب العربي المدعو عبدالرحمن الجفري، وهؤلاء جميعهم ركبوا موجة الحراك الجنوبي السلمي الحقيقي الباحث عن كرامته وإنسانيته الذي فقدهما حيناً من الزمن بسبب المدعو علي سالم البيض، وهذا الحراك الحقيقي كان أحد الأسباب في عودة الجنوب لأحظان أبنائه والذي كان السبب الرئيسي لهذا التحول هو فخامة المارشال هادي .
الذين رفعوا صور تلك التماثيل لُهبَل واللات ويغوث ونسرا من المستحيل أن يكونوا قد طبعوا صور تلك التماثيل من مصاريفهم الخاصة لاسيما أن هُناك موجة غلاء حَلَّت بحياتهم، بل هناك وسطاء متواجدين في العاصمة تابعين لعصابة التماثيل هم من قاموا بطباعة الصور وهم أيضاً من دفعوا للإمعات قيمة وجبة الغداء وحزمة القات كما يفعل عفاش الخفاش لعبيده .
ماسبق ذكره أعلاه كان الجانب المظلم في هذه الإحتفالية الأكتوبرية أما الجانب المشرق والمضيء هو ماقام به أولئك الشباب الحراكيين الحقيقيين الذين يستشعرون بأن سفينة النجاة هي التي يمسك مقودها القبطان المحترف فخامة المارشال هادي حينما شاهدناهم رافعين صور فخامته لإستشعارهم أيضاً بأنه لولا فخامته لما نزلوا ولما إحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، فجميعنا يدرك بأنه في عهد المخلوع كانت المظاهرات والإحتفاليات تُقمَع بالرصاص الحي بل ويذهب أكثر من ذلك المخلوع العفاشي في قتله لكثير من الأبرياء من الشعب الجنوبي وفي كثير من المحافظات الجنوبية، أما في عهد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يتم حماية المظاهرات والإحتفاليات بأوامر شخصية منه، وهؤلاء الشباب هم من تطوعوا من مصاريفهم الخاصة بطبع صور فخامة رئيس الجمهورية، ففخامة الرئيس لا يلقي بالاً لرفع صوره من عدمه فبالتالي يمكنني القول بأنه لم يدفع أي ثمن لرفع صوره والدليل ما نراه اليوم في معظم الدوائر الحكومية وعلى الأخص مكتب محافظ المحافظة عدن لا توجد أي صورة لفخامته سواءً كان في مكتبه أو مكاتب مدراء العموم ووكلاء المحافظة عدن .
لا أخفيكم سراً بأنني أخذت مأخذ واحد فقط لأفراد الحراك الجنوبي الحقيقي وهو عدم رفعهم لصور شهداء الجنوب الذين قضوا وإستشهدوا في سبيل الوطن وكرامة الشعب الجنوبي، ولكن من حقهم علينا أن نلتمس لهم العذر ونقول بأنه كان خطأ غير مقصود .
قبل أن أختم أود أن أُلجِم تلك الألسن التي باركت وأيدت رفع صور تلك التماثيل لاسيما هُبَل سالم البيض بحجة أنه هو الرمز الوطني الجنوبي الذي لم يبيع قضيتهم ولم يتنازل عن موقفه في إستعادة الدولة الجنوبية أو كما يسميها الحالمون الآخرين الحرية والاستقلال( كثيرة هي مسمياتهم ) وإنه رجل يمتلك القيم والمبادئ بتمسكه بتلك المسميات آنفة الذكر متناسين أو إنهم يغُضُّوا الطرف بقيامه في العام 1990م ببيع الجنوب أرضاً وإنساناً، مالِ هؤلاء القوم كيف يحكمون .
في الختام أود أن أكشف حقيقة أمر أولئك المؤيدين للمدعو هُبَل سالم البيض بأنهم لا يؤيدونه بسبب موقفه الثابت ومبادئه التي يحملها حسب زعمهم ولكن مناطقيتهم وعنصريتهم المقيته وأيضاً مآربهم الأخرى هي التي تقودهم إلى ذلك التأييد المطلق المشكوك في أمره وفي نواياهم .
علي هيثم الميسري