أما آن الأوان للطرف الآخر أن يحكِّم العقل والمنطق وينظم لركب فخامة رئيس الجمهورية.. ألا يدرك هؤلاء بأن الشعب اليمني الذي ثار ضد النظام العائلي التعسفي يمر في منعطف خطير جداً لا يحمد عقباه من خلال مؤامرة أممية دنيئة تستهدف شرعية فخامة رئيس الجمهورية وتسليم زمام أمور الدولة للمليشيا الإنقلابية ؟ .
المُحزِن في الأمر بأن أولئك الذين يقبعون هناك سمعنا أصواتهم وقرأنا منشوراتهم وفيها تأييد واضح لخارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي والتي تستهدف فخامة رئيس الجمهورية للإطاحة به وبنائبه وتلغي القرار الدولي والعقوبات التي أقرها مجلس الأمن ضد عناصر في المليشيا الإنقلابية وكذلك إلغاء المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وهذا ما ذكرناه في مقالنا السابق، بالإضافة إلى محاولة تلميع صورة خالد بحاح ليكون رجل المرحلة المقبلة .
ومن المحاسن المغبطة التي أسعدت قلوبنا وهيجت مشاعرنا مشاهدتنا لتلبية دعوتنا في الخروج لحشد شعبي في جميع المحافظات المحررة لتأييد قرار رئيس الجمهورية في رفضه لخارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ والتأكيد على تطبيق القرار الأممي 2216 والبدء في تطبيق مخرجات الحوار .
الحشد الشعبي المعلن عنه سيكون اليوم الخميس وقد دعى إليه جميع محافظي المحافظات المحررة وشبه المحررة _ عدن لحج أبين الضالع شبوة حضرموت_ بالإضافة إلى المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية في محافظة تعز والذي دعى كل أعضائه وأنصاره وكل أبناء محافظة تعز للنزول إلى شارع جمال في مسيرة مماثلة لبقية المحافظات المذكورة .
هنا يأتي دور الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بإصدار قرار جمهوري بالبدء في تطبيق نظام الأقاليم للمناطق المحررة حتى يكون هناك أمر واقع تفرضه الحكومة الشرعية وتقطع الطريق على كل الكيانات المتآمرة بخارطاتها ومشاريعها التآمرية والتي كانت آخرها مساء أمس من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واللاتي قدمتا مشروع بإيقاف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات التي هَرِمَ الشعب اليمني منها .
بالإضافة إلى تلك الخطوات مضاعفة وتيرة العمليات العسكرية لإرهاق المليشيا الإنقلابية والسعي لتحرير المناطق المسيطر عليها من قِبَل تلك المليشيات وفرض أمر واقع على الأرض ولدعم موقف الحكومة الشرعية في أي مفاوضات قادمة .
فليعلم الشعب اليمني وعلى وجه الخصوص تلك الفئة المتأملة لتحقيق أمانيها ومشاريعها الخاصة بأنها لن تتحقق أمانيها إلا بإرادة الله تعالى ثم بشرعية فخامة رئيس الجمهورية والجهود التي يبذلها وبحنكته السياسية، فإذا نجحت المؤامرة التي تُطبَخ على نار هادئة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فمعنى ذلك ستذهب كل تلك التضحيات التي قدمها الشعب اليمني خلال الخمس سنوات العجاف الماضية أدراج الرياح وسيعود الشعب اليمني لعهد العبودية للطائفة التي تسعى لإستعادة حكمها والتي تعتقد بأنه قد بُعِثَ لها، فهذه المرة ستعود تلك الطائفة ليس لتحكم فحسب بل سيكون هاجسها الأكبر هو الإنتقام من الشعب اليمني .
ما نراه الآن من خلال تلك المبادرات والرؤى وخارطات الطريق التي يقدمها المبعوث الأممي وبعض الدول المتآمرة هو محاولة إنقلاب أممي غير مباشر على شرعية فخامة رئيس الجمهورية والشعب اليمني، بمعنى آخر أن الإنقلاب الذي أُحبِط بالأمس وقذف به فخامته والشعب اليمني من الباب سيعود من الشباك تحت رعاية أممية .
لذلك نتمنى من كل مواطن ومسؤول أن يستعد للحرب المصيرية القادمة بيننا والحلف التآمري والتي فيها نكون أو لا نكون بأن يقف بكل إمكانياته إلى جانب شرعيته المتمثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وياحبذا أن يكون النزول للإحتشاد بشكل دوري للفت الأنظار كما كان يحصل في المليونيات الجنوبية، كما نتمنى من جميع التجار دعم تلك الحشود كما كانوا يدعمون المليونيات الجنوبية السابقة .
كما على الحكومة أن تقوم بدورها في تسليم الرواتب لجميع موظفي الدولة حتى يستطيع كل موظفي الدولة بتكثيف الحملات الإعلامية عبر مواقع التواصل الإجتماعي في دعم شرعية فخامة رئيس الجمهورية، وعلى وزارة الإعلام الشرعية أن تقوم بدورها الإعلامي في توصيل الرسائل تلو الرسائل للمجتمع الدولي بأن الشعب اليمني خلف رئيسه الشرعي المنتخب والمتوافق عليه .
وأخيراً يأتي دور جميع سفراء اليمن في تعرية المليشيا الإنقلابية وماتقوم به من إنتهاكات ضد الشعب اليمني وكشف المؤامرة التي تقوم بها الأمم المتحدة عبر مبعوثها لليمن وإبراز موقف الشارع اليمني بتمسكه في شرعية فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حفظه الله .
علي هيثم الميسري