الرئيس هادي .... شرعية وطن .. لا بنادق
منذ ان فشلت المشاورات اليمنية في الكويت في الصيف الماضي والتي عقدت برعاية دولية تمثلت في الدول الثمانية عشر والتي عجزت بشكل فاضح ان تقنع الانقلابيين في التوقيع على مشروع لاتفاق ينهي الأزمة اليمنية ، رغم التنازلات الكبيرة التي قدمتها الشرعية اليمنية استجابة للضغوطات الدولية ، منذ ذلك الحين كافأت الدول الراعية للملف اليمني الرئيس هادي كممثل للشرعية اليمنية بمزيد من الضغوطات ، والتي بلغت اقسى مراحلها اليوم من خلال مشروع المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ ، والذي جاء مجسدا للتسريبات التي رافقت تشكيل اللجنة الرباعية الممثلة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ، هذه التسريبات التي كان مشروع وزير الخارجية الامريكية جون كيري احد منتجاتها الرئيسيّة والذي تم اعادة صياغته اليوم مرة اخرى من خلال مشروع المندوب الاممي ولد الشيخ .
صلب المشروع الاممي الذي يتبناه ولد الشيخ اليوم هو استهداف الشرعية اليمنية ، هذه الشرعية التي كانت احد إلانجازات الوطنية للشعب اليمني ، عندما استطاع من خلال نضاله السلمي خلال سنوات طوال ان ينتزع حقه في التغيير من خلال مباركة شعبية لم يحظى بها زعيم يمني من قبل وذلك من خلال الانتخابات الرئاسية والتي تمت في فبراير 2012 وانتخب من خلالها الرئيس عبد ربه منصور باغلبية كبيرة وتوافق كبير كممثل للمرحلة الجديدة التي تلبى الحدود الدنيا لتطلعات اليمنيين في الحرية والتنمية والعدالة .
شرع الرئيس هادي منذ اللحظات الاولى بعد انتخابه مباشرة بتسوية الملعب السياسي من خلال تعزيز روح التوافق التي أنتجتها المبادرة الخليجية والانتخابات الرئاسية واستطاع خلال أشهر قليلة ان يجمع اليمنيين في قاعة للحوار الوطني ليعزز مرة اخرى من شرعيته الوطنية وشرعية مرحلة التغيير الجديدة التي ينشدها كل اليمنيين واستمر بمهارة فائقة يشهد لها الكثير في تخطي حقول الألغام التي نصبت لهذه الشرعية الوطنية في الميادين المختلفة وعلى وجه الخصوص في الجانب السياسي والاقتصادي والامني والعسكري .
ظل خصوم الشرعية الوطنية الجديدة يحاولون من خلال ميادين شتى الانتقاص من هذه الشرعية ظنا منهم انها لا تشكل تحديا كبيرا أمامهم ولكن جن جنونهم عندما رأوْا ان الرئيس عبد ربه منصور هادي استطاع ومعه كل المخلصين في هذا البلد ان يضيف رصيدا اكبر للهذه الشرعية الوطنية من خلال الانجاز لمخرجات الحوار والتي مثلت حلم اليمنيين في الانعتاق من فكر احتكار السلطة والثروة الى منح المواطنين الفرصة الحقيقية للمشاركة في صياغة حاضرهم ومستقبلهم .
وبدلا من ان يستوعب خصوم الشرعية الوطنية ان فرصتهم عبر وسائل توافقية في التعبير عن وجهة نظرهم فرصة مكفولة بدلا من ذلك اخذوا في التصعيد ضد شرعية الدولة والوطن ممثلة بالرئيس عبد ربه هادي في ميادين اكثر خطورة وصلفا حتى وصلت الأمور الى استخدام الآلة العسكرية للاستعلاء على مخرجات الحوار الوطني ولكن الرئيس واصل مشواره بصبر وجلد واصرار شديد للوصول بمخرجات الحوار الوطني الى محطته الاساسية وهو صياغة دستور جديد يلبي طموحات اليمنيين في الحياة الكريمة والتنمية والعدالة .
لم ينس الرئيس هادي وهو يخوض هذه المراحل ان شرعيته مستهدفة ليس كشخص ولكن كقائد لمشروع التغيير الوطني ولهذا كان في كل المراحل حريصا ان تكون كل الإنجازات التي تتم إنجازات للوطن والمواطن ، وقدم كثير كن التنازلات التي اغضبت كثير من القوى وبالذات السياسية التي كانت ربما ترى في لحظة ان هناك استهداف ضدها او انتقاص من حقها ولكن الرئيس كان يرى الموضوع اكبر من الكيانات والمسميات مهما كانت على اعتبار ان المستهدف الحقيقي هي تلك الإرادة الشعبية التي شرعت للتغيير وانتصرت له في مؤتمر الحوار وتحملت كل المصاعب حتى تصل الى دستور يغدو ملكا لكل اليمنيين .
واستمر الصراع والذي بلغ ذروته بتحريك الآلة العسكرية لاجتياح صنعاء في 21سبتمبر 2014 ولم يكن هدف هذا الانقلاب الا القضاء على شرعية الرئيس على اعتبار ان هذا الرجل بما يحمله من قيم هذا الشعب هو اكبر معوق امام مشروعهم الاستعلائي الطائفي وصمد الرئيس في صنعاء امام كل هذا الطغيان واستمر يحذر الانقلابيين ان انقلابهم وتمردهم سيؤدي الى دمار لا يخطر على بال ، وحينها شرعوا في مرحلة اكثر رعونة ودموية في محاصرة الشرعية الوطنية والحكومة وعزلوا الرئيس عن العالم واعلنوا دون خجل إعلان فبراير المخزي للقضاء على الشرعية وركضوا يتسولون شرعية لبنادقهم ودباباتهم .
الا ان القدر باغتهم بأمل جديد لهذا الشعب من خلال إفلات الرئيس من بين أيديهم وانتقاله الى عدن ليعلن للعالم ان شرعية اليمنيين الوطنية باقية وانه لا شرعية للبنادق ولهؤلاء الانقلابيين ، وحينها جن جنون الانقلابيين وشرعوا في تحريك كل مالديهم من إمكانيات بشرية وعسكرية ليجتاحوا البلد كل البلد منطقة منطقة ومدينة مدينة للإجهاز على الرئيس والشرعية وتصفية انصارها .
وعود على بدء فان استهداف الشرعية اليوم ليس بجديد ولقد عايشه الشعب اليمني خلال هذه السنوات الخمس الماضية وعايشه الرئيس هادي كرمز لهذه الشرعية الوطنية ، وكذلك الانقلابيون ومن لف لفهم كانت معركتهم ضد الشرعية هي معركتهم منذ البداية وأرادوها منذ البدء شرعية بنادق لا شرعية وطن ، واسالوا صناديق 21 فبراير ستجيبكم بذلك .
اما المجتمع الدولي ومؤسساته التي كانت شاهدة على كل الأحداث التي مرت بها بلدنا ووقفت وقفة لازال الشعب اليمني يتذكرها بالعرفان فعليه ان لا ينجر الى مواقف مخزية ضد الشعب اليمني وتطلعاته وشرعيته وعليه ان لا يتهور بإعطاء شرعية لبنادق الانقلابيين وليعلم العالم ان لا أمن ولا استقرار دون أخذ حقوق الشعوب بالحسبان .
وأما شعبنا اليمني العظيم بكل مؤسساته اليوم فعليه الوقوف صفا واحدا خلف شرعية الرئيس هادي باعتبارها شرعيتهم الوطنية المدعومة بملايين الأصوات ، هذه الشرعية التي قريتهم من احلامهم وجعلتها في متناول أيديهم وما على الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ان يواصل المشوار ويستمر في رص الصفوف وإعادة ترتيبها وإعطاء كل الاهتمام لابناء شعبنا عبر الاستمرار في اعادة بناء المؤسسات الدفاعية والأمنية واستقرار الخدمات وتطوير اداء المؤسسات السياسية بما يكفل تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها شعبنا .
مهندس وحيد علي رشيد
4 نوفمبر 2016