في عهد النظام العفاشي الفاسد مَرَّ على المحافظة عدن عدة محافظين أغلبيتهم كانوا يمارسون الفساد، وكانوا يغُضُّوا الطرف عن كل فاسد في جميع المرافق الحكومية، وكان هؤلاء الفاسدين مابين شماليين وجنوبيين، وكان هذا الجانب السلبي أما الجانب الإيجابي نوعاً ما هو توفر الكهرباء والماء والمشتقات النفطية والخدمات الأخرى في ظل الفساد القائم حينها .
إنتصرت عدن على الغزاة ولم يبقى بها أي مسؤول من بنو مطلع الذين كانت تُشار إليهم أصابع الإتهام بتفشي الفساد ليس في عدن فحسب بل بكافة المناطق الجنوبية، وبعد تغيير نائف البكري ثم إستشهاد فقيد عدن وإبنها البار جعفر محمد سعد جاءوا الجياع وأكلوا الأخضر واليابس .
المحافظ عيدروس الزبيدي بعد تعيينه محافظاً للمحافظة عدن إستدعى بنو جلدته وعينهم في جميع مفاصل المحافظة على حساب أبناء عدن ومن هنا بدأت المأساة .
إنطفأت الكهرباء إلا من بعض السويعات.. إنقطع الماء حوالي 22 ساعة في اليوم.. شَحَّت المشتقات النفطية.. تكدست القمامة في البراميل وبجانبها وإرتفعت كالروابي.. طفحت مجاري المياه في كل شارع مع إنبعاث الروائح الكريهة حتى أزكمت الأنوف.. إنتشر البعوض في كل أرجاء المحافظة.. إنتشر وباء الكوليرا فماتت الناس.. فكانت النتيجة بأن تحولت محافظة الضالع محافظة نموذجية بمقارنتها مع محافظة عدن .
هنا يتبادر إلى ذهني سؤال: الحالة المتردية التي آلت إليها المحافظة عدن هل كان سببها الفساد أم إن فشل إدارتها كان هو السبب ؟ ففي كلا الحالتين يكون المتهم فيها هو محافظ المحافظة عيدروس الزبيدي .
وحتى لا يُتهم المحافظ بالفساد أو الفشل لابد من كبش فداء توجه إليه التهمة فلم يجدوا إلا أشرف وأكرم رجل وهو الشيخ أحمد العيسي الذي كان له دور عظيم في تحرير المحافظة عدن بدعمه لرجال المقاومة بكافة إحتياجاتهم .
لم أكتب ماكتبت للدفاع عن الشيخ أحمد العيسي ولكنني رأيت بأنهم قد عاد أولئك الشرذمة بشن حملة لإلصاق تهمة الفساد ضده وبالتالي إلتماس العذر لهم، والشيخ أحمد العيسي لديه القدرة بالدفاع عن نفسه ولكن يبدو لسان حاله يقول أسمع نباح الكلاب ولكنه لن يوقف قافلتي، وما كتبت إلا لأوضح وأكشف لأبناء عدن بأن خصمهم الحقيقي الذي أوصلهم لهذه الحالة الإنسانية المتردية وقام بإنشاء مطابخ إعلامية مدفوعة الثمن من مخصصات محافظتكم لصالح إعلاميين مرتزقة.. عموماً حتى لا أطيل عليكم سأسرد عليكم بعض المعلومات التي وصلتني من مصادر موثوقة لتعرفوا حقيقة خصمكم ومن يكون .
1) من مخصصات المحافظة رصد محافظكم المبجل مبلغ 223 مليون ريال لا أدري تحت أي بند .
2) أوحى منصور زيد لأقاربه بتقديم تقارير طبية فيقوم بصرف لهم مبالغ نقدية كإعانات ثم يتقاسم معهم تلك المبالغ .
3) صرف مبالغ مالية لأولئك الإعلاميين المرتزقة .
بالإضافة إلى ذلك المبلغ هناك مبلغ لا أستطيع حصره ولكن حسب ظني يقدر بمليارات الريالات وهو عبارة عن فرق سعر في الدبة البترول حينما قام عبدالسلام الزبيدي وهو قريب المحافظ قبل حوالي 3 إلى 4 أشهر برفع سعر الدبة من السعر الحكومي الذي كان 3000 ريال إلى 3700 ريال، فمن كانت لديه المعلومات عن إستهلاك المحافظة عدن للبترول خلال تلك الشهور سيعرف حجم المبلغ الذي حصده عبدالسلام الزبيدي ولكنه لن يجد جواباً للسؤال الذي سيتبادر إلى ذهنه ألا وهو: أين ذهب هذا المبلغ ؟ .
خلاصة ما ذُكِرَ آنفاً سيبرز لنا سؤال وهو: أيهما الأصوب أن نطلق على محافظ المحافظة عدن عيدروس الزبيدي أهو عيدروس الفاسد أو عيدروس الفاشل ؟ مع تأكيدي بأن هذا الرجل سيختفي عن المشهد في المحافظة عدن قريباً جداً .
علي هيثم الميسري