مفارقات سياسية عجيبة نراها على الساحة اليمنية قد تُحدِث تغييراً وإنفراجة في الأزمة اليمنية إن كانت النوايا حسنة، وربما تكون هناك مسرحية يمارسها أعداء الحكومة الشرعية اليمنية .
القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني الذي كان صوته يلعلع منذُ إندلاع الثورة اليمنية التي أشعلها الشعب اليمني العظيم ضد الديكتاتورية العفاشية والإستعباد والظلم والإقصاء، وكان أحد أبواق الديكتاتور العفاشي وكاد يزعم بأن زعيمه المخلوع أحد أولياء الله الصالحين، وفي الوقت ذاته كان يهاجم فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي منذُ توليه تقاليد الحكم في وطننا الحبيب حسب الخطة التي أعدها المخلوع لإفشال فخامته ومن ثم إسقاطه وعودته مجدداً لسدة الحكم أو توريث نجله حماده .
فهاهو عدو الأمس ياسر اليماني بعد هذه الخمس سنوات العجاف تغيرت تصريحاته لصالح شرعية فخامة رئيس الجمهورية ويعترف بالخطأ الذي مارسه وأغلبية أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام قائلاً: بأنه آن الأوان لأن نقف مع فخامة رئيس الجمهورية فهو يحمل مشروع وطني لشعب سُلِبَت كرامته، كما قال يجب علينا أن نعترف بأنه هو الأقوى عسكرياً على الأرض وسياسياً بإمتلاكه الشرعية الدولية والمحلية .
كما لا أنسى قوله بأن المبعوث الأممي ينحاز إلى مليشيا الحوثي ويسعى بتسليمهم اليمن، فلابد منا أن نرفض كل تلك المبادرات التي أعدها المبعوث الأممي ولد الشيخ والتي فحواها تقوية مليشيا الحوثي وستبوء إلى وضع قبضتهم على اليمن ومن ثم تسليمه إلى دولة إيران الفارسية .
قد يكون ياسر اليماني يقوم بدور في مسرحية قام بترشيحه بهذا الدور الرئيس المخلوع عفاش، وقد يكون المخلوع أشار لياسر اليماني بالظهور إعلامياً ويصرح بتلك التصريحات تمهيداً للمصالحة مع الشرعية لقلب الطاولة على شريكهم في الإنقلاب المليشيا الحوثية وفك الإرتباط عنهم، وقد يكون القيادي ياسر اليماني أعاد النظر لخط سيره بعد إيمانه المطلق بفخامة رئيس الجمهورية بقيادته دفة القيادة لسفينة الوطن .
نأتي للطرف الآخر لتكتمل المفارقة العجيبة ألا وهو خالد بحاح الذي إتخذ النقيض تماماً لموقف ياسر اليماني، فالمدعو خالد بحاح حينما كان رئيس وزراء الشرعية اليمنية كان يشيطن المخلوع العفاشي وبالمقابل كان يثني على فخامة رئيس الجمهورية وفي أحد لقاءاته التلفزيونية قال عن فخامته بأنه بمثابة الوالد بغض النظر عن تلك التباينات والخلافات بينهما وطموحه الذي تجاوز حد الأماني في أن يكون رئيس الجمهورية والذي كان يسعى إليه من خلال تدبير المؤامرات بغرض الوصول لهذا المنصب .
وبعد إقالته وخروجه من المشهد السياسي تفاجأنا بتصريحاته اللاذعة لاسيما ذلك التصريح الذي يقول فيه: لابد لنا أن نقدم الإعتذار للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فنحن قد شيطنَّاه منذُ خرجنا ضده في العام 2011م فلو لم نقوم ضده لما كان أقدم على ما أقدم عليه_ ربما يقصد بحاح بأنه كان سيتحول لأحد ملائكة الأرض_ تباً لك يا خالد بحاح.. ألا تعلم يا هذا البحاح بأن العفاشي هذا ظاهِرَهُ بشر وباطنهُ إبليس الذي أغوى والدينا آدم وحواء وأخرجهما من الجنة .
خالد بحاح يقوم برحلات مكوكية وفي جعبته مؤامرة ضد فخامة رئيس الجمهورية، فبالأمس القريب كان في ألمانيا متأبطاًمؤامرة بغيضة ولا يعلم بأنه كُتِبَ عليها الفشل في اللحظة التي فكر بها هو والعصابة التآمرية التي ينتمي لها .
يجب أن تعلم يا هذا البحاحي بأنك تجاوزت الأحلام المسموح بها والتي تناسب إمكانياتك وأنت تعلم ماذا كنت، فأنت تعيش أحلام اليقظة في أن تكون قائد للشعب اليمني والذي لا تمتلك الكفاءة أو أبسط المقومات في قيادته وإيصاله لبر الأمان، وأحلامك هذه هي من أقصتك من منصبك وأخرجتك من المشهد السياسي إلى غير عودة، ونصيحتي لك بأن تستيقظ من أحلام اليقظة التي سيطرت على تفكيرك وتنعم بتلك الأموال التي إستلبتها ماتبقى من عمر في حياتك إن كنت تسعى لنعيم الدنيا غير آبهاً للدرك الأسفل من النار في الآخرة .
إن كنت لبيباً أيها البحاحي النمرود ستدرك من خطاب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الأخير بإنقطاع الأمل في تحقيق حلمك، فالقائد عبدربه منصور هادي قد تعهد بعدة رسائل بأنه سيفي بوعوده للشهداء وللشعب اليمني وعزم الأمر بالحل العسكري وبالتالي لن يكون لك نصيب بتحقيق حلمك، وخطابه هذا سيفهمه اللبيب بأنه إعلان مواصلة الحرب حتى يتحقق الإنتصار ودحر المعتدي الذي جثم على أحلام الشعب اليمني، فما أُخِذَ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وليس من خلال الأمم المتحدة ومؤامراتها الدنيئة التي تسمى مبادرات ورؤى وخارطات طريق عقيمة لا تنجب حلولاً .
علي هيثم الميسري