المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ يروج اليوم لمشروع يظنه جديدا ، ويحاول جاهدا ان يقنع الأطراف المختلفة ان هناك مشروع سلام ، وحقيقة ان الرأي العام مصاب بالصدمة والحيرة من هذا المشروع ومن المبعوث الاممي شخصيا ، و الذي كان الى قبل أسابيع قليلة يدعو المنظمة الدولية ممثلة بمجلس الأمن الى الوقوف بحزم ضد تصرفات الانقلابيين الغوغائية وألاعيبهم والتي كانت المشاورات في الكويت ابرز مثال لها ، واثبتت بما لا يدع مجالا للشك انه لايوجد في طرف الانقلابيين اي حرص على السلام وعلى وقف نزيف الدم اليمني .
لقد تابع العالم مهزلة الانقلابيين وألاعيبهم في دولة الكويت وسخريتهم من كل الجهود التي تبذل ابتداء من تخلف وفدهم في الوصول في الوقت المحدد للمشاورات وانقلابهم على الضمانات التي طالبوا بها ومحاولاتهم المستمرة في العبث وعرقلة اي تطور في اتجاه السلام ، بل واستهتارهم بكل جهود الدول الثمانية عشر ، ووصلت عدم جديتهم الى الالتفاف على الجهد المشكور الذي بذله سمو أميردولة الكويت شخصيا لاقناعهم بضرورة الكف عن عبثهم ومراوغتهم وعرقلتهم لخطوات التهدئة والسلام ، وطلبه منهم عدم اضاعة الفرصة الكبيرة التي أتاحها المجتمع الدولي لهم ، الا انهم رفضوا كل ذلك واستمروا في تحايلهم وتضييعهم للوقت وكانهم ينفذون مخططا مرسوما .
بل ان العالم شاهد استمرار الاعيبهم و بردهم على كل تلك الجهود ، باستمرار التصعيد ، وأخذت الصواريخ تنهال على تجمعات المواطنين في مدن اليمن المختلفة والضحايا الأبرياء يتساقطون من النساء والأطفال عوضا عن الرجال بل واستمروا في استهداف مدن المملكة وتمادوا في الأخير الى استهداف الممرات المائية الدولية ، ليس ذلك فحسب بل شرعوا في إجراءات سياسية في العاصمة صنعاء هدفها تعطيل اي إمكانية للسلام وإعاقة كل الجهد الدولي المبذول في هذا الاتجاه .
لقد كان المبعوث الاممي شاهدا على كل هذه الالاعيب وهذا الاستهتار والعبث وظل يناشد الانقلابيين عدم اعاقة المشاورات وناشد الأطراف الدولية المعنية بالملف اليمني على مدى تسعين يوما لاحتواء لامسؤولية الانقلابيين وعبثيتهم وشطحاتهم ، ولتبصيرهم ان لعبة القفز على الحبال في هذا الوقت الصعب سيؤدي الى مزيد من الدماء والضحايا ومعاناة اليمنيين .
.
ولكن للأسف مضى الانقلابيون في هذه اللعبة العبثية الدنيئة القميئة غير مكترثين بتضيع فرص حقيقية للسلام لإخراج شعبنا من هذا المأزق ، ولم تصل كل هذه المساعي الدولية الى نتيجة مع هؤلاء الانقلابيين مما دفع المبعوث الاممي للجوء الى مجلس الأمن باحثا عن ادانة واستنكار واجراءات فعالة من المنظمة الدولية لاجبار هذا الطرف المتعنت للرضوخ لارادة السلام والتعاطي إيجابيا مع كل التنازلات التي قدمتها الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لإنقاذ ملايين اليمنيين من هذا الوضع الماساوي الذي يعيشوه وإحلال السلام .
وأثناء هذه المشاورات اشاد المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ هو نفسه لا غيره بمواقف الرئيس هادي وحكمته والتنازلات الكبيرة التي قدمتها الشرعية اليمنية ، بل وتاكيدا على جديتها في السلام بادر الوفد الممثل للشرعية في التوقيع بعد عيد الفطر على مسودة مشروع الكويت رغم التنازلات الكبيرة المؤلمة التي قدمتها الشرعية والتي رأى فيها ابناء شعبنا تنازلا عن حقوق لا ينبغي للشرعية التنازل عنها ، ورغم ذلك قبلتها الشرعية تقديرا لكل الجهود الدولية وحرصا على وقف نزيف الدم اليمني وقوبل كل ذلك من قبل الانقلابيين بالرفض والاصرار على مزيد من التصعيد .
ان المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ وجد شريكا حقيقيا فعالا في جانب الشرعية يقوده زعيم واحد هو الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وهذا سهل مهمة المبعوث الاممي بشكل كبير وجعل تجاوب وفد الشرعية على مستوى عال من المسؤولية لإدراكهم ان هذا الوطن أمانة في اعناقهم وان تحقيق السلام مسؤولية وطنية تتحملها الشرعية بشكل أساسي وكبير .
لقد كان الجميع يتطلع ان يستمر المبعوث الاممي في حرصه على هذه الشراكة الممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وان يطور أليات جديدة ترغم الانقلابيين على الرضوخ لارادة اليمنيين والتقيد بالمرجعيات الإقليمية والدولية في هذا الاتجاه ، ولكن المبعوث الاممي صدم الجميع بمشروعه الأخير والذي جاء ملخصا لافكارا انقلابية تحقق للانقلابيين ماعجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية منذ انقلابهم في 21 سبتمبر 2014 .
.
لقد نسي المبعوث الاممي ان شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ، جاءت بملايين أصوات اليمنيين لا بألاعيب الانقلابيين ، وبنضال دام سنين طويلة ، وتضحيات قدم فيها شعبنا أغلى مايملك من ابنائه وقياداته وإمكانياته وخيراته ، وان القفز على كل ذلك هي محاولات عبثية وألاعيب الفناها من الانقلابيين ولم نكن نتوقعها أبدا ان تأتي من طرفه .
مهندس وحيد علي رشيد
٩ نوفمبر ٢٠١٦