كالعادة نالت الإنتخابات الأمريكية زخماً إعلامياً مبالغاً فيه، فنحن كعرب ومسلمين إهتمامنا بالإنتخابات الأمريكية أكبر من إهتمامنا بإنتخابات بلداننا العربية والإسلامية لسبب بسيط وهو لايوجد في بلداننا إنتخابات رئاسية إلا فيما ندر، فرؤسائنا العرب قاتلهم الله يتشبثون بالسلطة ويُخَلَّدون بها حتى مماتهم ثم يأتون أبنائهم ويتربعون على كرسي السلطة، والبعض منهم يسعون في حياتهم لتوريث أبنائهم كما حصل في مصر أبان حكم الرئيس حسني مبارك وفي اليمن أثناء حكم ديكتاتور ودراكولا اليمن عفاش الخفاش، ولولا ثورات الربيع العربي لرأينا أبنائهم على كراسي السلطة .
إنتهت الإنتخابات الأمريكية بفوز دونالد ترامب الذي كان أغلبية العرب والمسلمين ممتعضين جداً منه بسبب تصريحاته العنصرية المقيتة التي أزعجتهم والتي تذكرني بالعنصرية التي تُمارَس في عدن، و قد ربما يكون دونالد ترامب من أصول ضالعية كما إتضح بأن الملكة اليزابيث تعود أصولها من يافع كما سمعت من أحد الإخوة، وبالمقابل نراهم متعاطفين مع هيلاري كلينتون التي كانت تصلي بنساء المسلمين في أمريكا صلاة التراويح، متناسين قول الله تعالى: وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهوُدُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِع مِلَّتَهُم• قُل إنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهـدَى• وَلَئِنِ إِتَّبَعتَ أَهوَاءَهُم بَعدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيِِّ وَلَا نَصِير .
من يفكر بمنطق وواقعية سيجد بأن فوز أبو إيفانتا بالرئاسة الأمريكية في مصلحة العرب والمسلمين لسبب واحد على الأقل وهو صراحته بتصريحاته العدوانية تجاه العرب والمسلمين، وبلهجتنا الدارجة اللي في قلبه على لسانه.. فإن كان يعني ما يقول فقد يتوحد العرب والمسلمين بعد أن كانوا متشرذمين وكانت تحالفاتهم مع الغرب ضد بعضهم البعض وأسقطوا صدام حسين الذي كان صمام أمان وهاهم الآن يعانون بعد إعدامه، وقد يعلنون حلف عربي إسلامي قادر على مواجهة المخاطر التي تتربص بهم ويدفعون عنهم صبيانية دونالد ترامب .
في رأيي المتواضع بأن مصلحتنا كعرب ومسلمين فوز ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية كونه أبدى عدوانيته لنا عكس أولئك الرؤساء الذين كانوا يدسون لنا السم في العسل، ففوق الطاولة كنا نراهم كالكلاب الوفية وتحت الطاولة يكشرون عن أنيابهم ويتآمرون ضدنا، فعندما فاز باراك أوباما هللنا وكبرنا وتعاطفنا معه لإنه من أم أفريقية مسلمة، وعندما زار مصر وألقى علينا السلام إقشعرت أبداننا ثم رأيناه فيما بعد وقد كشر عن أنيابه .
حدسي يقول القادم أجمل طالما وأن فرنسا تقول بعد فوز ترامب: سنمر بمرحلة من الغموض، وألمانيا قالت نتوقع أوقاتاً صعبة، والإتحاد الأوروبي يجتمع بشكل عاجل يوم الأحد، أما عدوتنا إيران الفارسية فتقول: على ترامب أن يحترم الإتفاقيات النووية، فيما روسيا الوحيدة التى رحبت بفوز دونالد ترامب.. أما علي هيثم الميسري فقد قال: سنتحمل صبيانية دونالد ترامب تجاهنا كعرب ومسلمين علشان خاطر عيون إبنته إيفانتا .
علي هيثم الميسري