هاهو العالم يصحو على صدمة جديدة خلال أشهر قليلة ، وهو لم يصح بعد من كارثة الاستفتاء في المملكة المتحدة ( بريطانيا )
دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية هذا هو القرار الذي أعلنه الشعب الامريكي يوم الأربعاء الماضي وكنس به كل التنبؤات واستطلاعات الرأي وتكهنات المؤسسات الإعلامية الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية والعالم .
لم يكن الكثيرون في شهر يناير 2015 يكترثون لإعلان مالك امبراطورية ترامب في ولاية( ايوا ) نيته الترشح للانتخابات الامريكية القادمة وخاصة ان إعلانه ذلك كانت في تجمع لقيادات بارزة في الحزب الجمهوري ، بل ان الأغلبية سخروا من إعلانه ذلك ، ولكن الرجل مضى كاسد السيرك يثير الجميع بعروضه البهلوانية ليكسب عشرات ملايين الأصوات ويصل الى حكم أقوى دول الارض .
صدمة كبرى يعيشها الكثيرون في الولايات المتحدة وأوروبا ودوّل العالم من هذه المفاجأة الجديدة ، فقد اختار الأمريكيون من تحداهم واستطاع بكل عنف وقوة ان يصبح نجمهم المفضل بعد معركة انتخابية شرسة استمرت ما يقرب من عامين .
ان الحقيقة التي يجب ان لا تغيب عن اذهاننا ان المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة عادة ماتكون مع مؤسسات كبرى ، وفي طليعة هذه المؤسسات مؤسسة البيت الأبيض بماتمثله من رمزية سياسية ضخمة ومؤثرة في الحياة الامريكية ، يضاف اليها المؤسسة الاقتصادية والتي عمودها الأساسي وول ستريت بكل امكانياتها الضخمة على التحكم في أرزاق الناس على مستوى العالم ، وتاتي كذلك مؤسسة الاعلام كإمبراطورية ضخمة في الولايات المتحدة والعالم تُمارس مايحلو لها من سطوة وعبث ونفوذ في حياة ليس المواطنين الأمريكيين فقط بل في حياة البشر على مستوى العالم .
لقد جاءت نتيجة هذه الانتخابات لتثبت ان المواطن الأميركي بصوته الانتخابي قادر على سحق كل الاوهام التي نسجتها هذه المؤسسات التي خذلته ، وان شآنه هو الشأن الحاسم ، وان الاستسلام لعبث هذه المؤسسات وفسادها هو قدر الضعفاء والمغلوبين اما الأقوياء والباحثين عن فرص الانتصار فبإمكانهم صنع الأعاجيب .
دونالد ترامب السبعيني الموصوف بالأحمق والعابث والمستهتر هو صاحب المؤسسات المختلفة سواء في جانب العقارات او الاعلام او السياحة او او الرياضة ، كان الفن الذي يتقنه هذا العجوز هو ( فن الصفقة ) وشعاره الدائم انه ( لا يستسلم أبدا ) خاصة وانه خريج الكلية العسكرية في نيويورك وحامل شهادة الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا وبهذه الروح وهذه الامكانات وقف بكل شراسة امام البيت الأبيض واستطاع ان يراوغ بكل مهارة وصلافة في وول ستريت وان يسخر بطريقة بهلوانية من الآلة الإعلامية الامريكية ، وجعل اجهزة إعلامية كبرى مثل سي ان ان ، نيويورك تايمز والواشنطن بوست وغيرها من المؤسسات في حالة يرثى لها وهم يتجرعون مرارة الهزيمة لكل أوهامهم واضاليلهم التي مارسوها خلال الحملات الا نتخابية .
كيف سيغدو مصير العالم مع ساكن البيت الأبيض الجديد ؟؟ لا احد يعلم !! ؟ماهو مصير القضايا الساخنة على كوكبنا ؟؟ لا احد يستطيع التكهن !!! كيف سيتعامل الرجل التحديات الكبرى التي تواجه بلاده والعالم ؟؟ أسئلة مفتوحة ولكن ماندركه اليوم جميعا كحقيقة ان المواطن الامريكي قرر التغيير وانتصر قراره .
مهندس وحيد علي رشيد
١١/نوفمبر/ ٢٠١٦