هادي أول رئيس عربي يعتذر له الأمريكان

2016/11/18 الساعة 02:14 صباحاً

{  }

  في أول خطبة له خطب الحجاج بن يوسف الثقفي التي قال فيها عبارته المشهورة: إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لقاطفها.. وإني أرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى .
  لتثبيت دعائم حكمه وتعزيز منصبه عمد الحجاج سياسة القبضة الحديديّة وحد السيف لكل الألسن التي تتمادى وتتجاوز الحد، فكان يرسل جواسيسه لينتشروا بين الناس لإستراق السمع فمن لمزه بكلمة تسوؤه يكون مصيره الموت أو السجن .
  أما في اليمن كان هناك حجاج آخر تعدى حجاج العراق في جرائمه ولازال إلى يومنا هذا يرتكب الجرائم بسفك الدماء وحصد الأرواح في كل أنحاء اليمن، الحجاج اليمني علي عفاش تشبث بكرسي الحكم ل 33 عاماً، وخلال كل تلك العقود الثلاثة كان مسيطراً على الإعلام كليَّاً وسخره له ولعائلته ولنظامه الديكتاتوري، فمن تعدى الخطوط الحمراء التي رسمها يُصَلَّى عليه ويُدفَن ثم تُقرأ عليه الفاتحة، أما البعض الآخر الذين تُكتَب لهم الحياة فيعيشون تحت رحمته بإرساله لهم المومسات وبنات الهوى لإستدراجه ثم تصويره بوضع مُخِلِّ بالآداب .
  بمجرد أن خلعه الشعب من كرسي الحكم وإستلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة الدولة خرجت الغربان من أعشاشها ناعقةً وخرجت الكلاب من أوجارها نابحةً وخرجت الحمير من حظائرها ناهقةً تريد النيل من فخامته، ولكنه قهرهم بصمته ولسان حاله يقول طَنِّش تَعِش تنتعِش، بل وصرح قائلاً: سأتحمل سبكم ولو سبيتوا لي 24 ساعة.. هكذا هم العظماء .
  بلادنا اليمن تكاد تكون الدولة الوحيدة حسب ضني التي بها سب الرئيس أو إنتقاده لسياساته والتطاول عليه مصدر رزق يحصده ضعاف النفوس، ولم يكُن ذلك إلا بعهد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لعلمهم بفخامته بأنه رجل مسالم يخاف الله برعيته .
  في هذه الأيام نشاهد بأن الأقلام المأجورة قد إزدادت مع إزدياد أعداء رئيس الجمهورية الذين يملكون كل واحد منهم مشروعه الخاص، فحجاج اليمن عفاش الخفاش لديه مطابخ إعلامية جميع إعلاميه أقزام مأجورين، وكذلك عملاء إيران كالحوثي عبدالملك وعلي سالم البيض اللذين يمثلا ذراعي الدولة البغيضة إيران الفارسية في اليمن، فالحوثي ذراعها في الشمال وعلي سالم البيض منتهي الصلاحية ذراعها في الجنوب، أما حزب الإصلاح لصاحبه حميد صندقة فلديه من الأقزام المأجورين عدد لا بأس به .
  جميع هؤلاء الأقزام سيتساقطون لا محالة الواحد تلو الآخر كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.. وسيضل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي صامداً صامتاً هادئاً لا يحرك ساكناً إلا من رموش عيونه حتى يحقق أحلام الشعب اليمني بمشروعه اليمن الإتحادي ذو الستة أقاليم، ومن ثم سنرى أعدائه يرفعون راياتهم البيضاء طالبين منه السماح ويتمسحون بأقدامه ليقبل إعتذارهم كما رأينا الإدارة الأمريكية تقدم إعتذارها لفخامته كأول رئيس عربي تعتذر له بلاد العم سام .

علي هيثم الميسري