يبدو لي بأن المخلوع علي عفاش يعيش حياته المضطربة بين الزهايمر والهذيان أو لنقُل الهلوسة المفرطة، فهذه الأخيرة يُصاب بها المرء بسب الضغوط والمشاكل التي تجري من حوله فلا يستطيع كبح جماحها فتصيبه بخلل في الدماغ يؤدي إلى فقدان السيطرة على تصرفاته وسلوكه اليومي من أقوال وأفعال .
فالمخلوع علي عفاش بعد أن كان كرسي الرئاسة قاب قوسين أو أدنى من إستعادته ليضع فقط مؤخرته عليه تدخلت مشيئة الله تعالى وهو أعلم بعباده ليفقده مجدداً هذا الملعون الوالدين المدعو الكرسي الرئاسي والذي بسببه قتل عشرات الآلاف من الشعب اليمني وسفك دماء مئات الآلاف وشرَّد أيضاً مئات الآلاف وجَوَّعَ الملايين من هذا الشعب المغلوب على أمره.. وزاد على ذلك أن تحالف مع عدو الأمس جماعة الحوثي الرافضية التي حاربها ستة حروب والتي تسعى هذه الأخيرة مع حليفتها الفارسية دولة إيران بتشييع الشعب اليمني عن بكرة أبيه .
كل تلك المآسي التي تكبدها وتجرعها الشعب اليمني كانت بسبب هذا الكرسي الذي يأبى علي عفاش بعد أن خُلِعَ منه إلا أن يضع مؤخرته عليه مرة أخرى ثم يورثه لإبنه المدلل حمادة وكأنه دمية سيهديها له ضارباً بعرض الحائط مصلحة شعب يُعَد بعشرات الملايين وغاضَّاً طرفه بأن هذا الشعب يترقب تدشين الستة أقاليم الذي أقَرَّها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في مشروعه اليمن الإتحادي الذي سيحقق آماله وطموحاته وتطلعاته .
فكما قلنا آنفاً لولا مشيئة الله تعالى أن كتب النجاة لفارسنا الهمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وأخرجه من عنق الزجاجة ووصوله إلى بر الأمان ثم أوحى إليه أن يطلب المدد من إخوته قادة دول مجلس التعاون الخليجي ليدك مداميك المشروع الإنقلابي التدميري والتوريثي ونسفه بالكليه ليجعله حُطاما .
فلذلك من الطبيعي أن تصل حالة الهوس والهلوسة والهذيان أوجها لدى علي عفاش بعد كل ما جرى من أحداث، أضف إلى ذلك دخوله مرحلة الشيخوخة وإصابته بمرض الزهايمر المشهور بفقدان الذاكرة، فحيناً يقول بأن هادي يريد تقسيم اليمن وحيناً آخر يصرح بأن هادي يسعى للإنفصال بتحالفه مع حركة الإخوان المسلمين والدواعش والقاعدة مع العلم بأن داعش والقاعدة صنيعته.. وهذا التصريح الأخير قاله في كلمته التي ألقاها في إجتماعه الأخير مع أفراد عصابته وأولئك المرتزقة الذين يأتمرون بأمره كونه زعيمهم وهم ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه في المجلس السياسي المزعوم وهيئة رئاسة مجلس النواب العتيقة والكمبارس أعضاء الهيئة الوزارية والمطبلين أحزاب التحالف الوطني .
بالنسبة لتصريح علي عفاش بسعي هادي لتقسيم اليمن فقد قلنا سابقاً لهذا المهلوس بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لديه مشروع بتحويل صنيعتك المركزية المقيتة التي إستهوتك إلى يمن إتحادي من ستة أقاليم أما أنت إن كنت ناسي أفكرك بأنك في وثيقة العهد والإتفاق التي وقعت عليها بمعية أغبى أغبياء العالم المدعو علي سالم البيض في الأردن بالعام 1994م والتي بموجبها إتفقتما على تقسيم اليمن إلى ما يفوق عن خمسة عشر إقليماً، أو أن الزهايمر قد أعياك كثيراً ؟ .
أما فيما يخص تصريح مهووس السلطة علي عفاش بقوله أن هادي يسعى للإنفصال فهذا إتهام حديث العهد.. وكما يُقال شَرُّ البليةِ ما يضحك، ففخامة الرئيس عبدربه منصور هادي تتهمه المليشيا الإنقلابية بسعيه للإنفصال وعلى لسان زعيمهم فهو أيضاً متهم من الكثير من الجنوبيين الشواذ بأنه هو المعرقل للإنفصال ومتمسكاً بالوحدة، وهؤلاء أحقر ما خلق الله لإننا نعلم كيف كان الأمن المركزي التابع لعفاش المخلوع يمرغ أنوفهم بالتراب وعندما جاء فخامته ليستلم زمام الأمور كان يحمي مظاهراتهم وجمهرتهم من فرق الإغتيالات وكيف رفع كلمتهم ولوح في الأفق مظالمهم للرأي العام الدولي والإقليمي وهاهم الآن يهاجمونه بأبشع الصفات ويعتبرون من سلمهم لقمة سائغة لعصابة صنعاء في العام 1990م ثم تخلى عنهم وتركهم عبيد لدى العائلة العفاشية في العام 1994م هو رئيسهم الشرعي .
كم أنت عظيم يا فارس اليمن المغوار بصبرك وحلمك وتحملك لكل تلك الهجمات الشرسة ضارباً بها عرض الحائط.. ثق تماماً أيها الفارس الشجاع بأن الشعب اليمني الحر سيكون الجدار الذي تتكئ عليه وقت إستراحتك في أرض المعركة وسنكون عصاك التي لن تعصاك وسنكون جنودك طالما وأنت تحارب لأجلنا لإستعادة حريتنا وإنسانيتنا والإرتقاء بنا لنعيش بكرامتنا التي فقدناها منذُ أن حَلَّ علينا الكابوس المسمى علي عفاش وزبانيته.. لله دُرَّك يا فارس اليمن الهمام ونسأله تعالى أن يثيبك عنا خير الجزاء .
علي هيثم الميسري