كلما إشتد الخناق على المليشيات الانقلابية في مواقع تمترسهم يتحرك طرفين في محاولات بائسة لإنقاذهم وإنتشالهم من مستنقع الهزيمة .
المتابع للشأن اليمني وعلى الأخص في جبهات القتال سيجد بأن المليشيات الانقلابية في وضع إنهزامي خصوصاً في مديرية ذوباب والتي عادت لحضن الشرعية، وفي المخا فهم يعيشون أيامهم الأخيرة وعلى وشك هزيمتهم، بالإضافة إلى البقع ومحافظة شبوة اللتين يتلقيان فيهما ضربات موجعة من قِبَل الجيش الوطني وأفراد المقاومة .
وهنا يأتي دور الطرف الأول وهو المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والطرف الثاني هو أذرعة المليشيا الإنقلابية المتواجدة في المحافظة عدن والتي تتخفى تلك الأذرعة بعباءة الشرعية وهي تلك القيادات في الأجهزة الأمنية التي لطالما سعت ولازالت تسعى لزعزعة الأمن في المحافظة عدن للإيحاء بأن العاصمة التي تتواجد بها الشرعية تعيش في حالة من الإرباك والفوضى وإنعدام الأمن التي تقوم بها المنظمات الإرهابية كداعش وتنظيم القاعدة .
وصل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة عدن ومعه طوق النجاة لمقابلة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الخارجية.. وطوق النجاة يتمثل بخارطة الطريق الأخيرة ولكن بصيغة معدلة.. وحتى اللحظة لا نمتلك المعلومات عن ماهية التعديلات .
ما أستطيع قوله هو أن الليلة ليس كالبارحة واليوم ليس كالأمس، فبالأمس كان يأتي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض لمقابلة فخامة رئيس الجمهورية وبعض من أعضاء الحكومة الشرعية، واليوم جاء إلى العاصمة عدن وقابل فارسنا الهمام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي و رئيس الوزراء ووزير الخارجية وآخرين .
بالأمس كانت المليشيات الإنقلابية متغطرسة بسيطرتها على مواقع لابأس بها من أراضي الجمهورية، أما اليوم فنراها متقهقرة كثيراً لتلقيها الضربات تلو الضربات وخسرت الكثير من مواقعها وأُسِرَ الكثير من مقاتليها بالإضافة إلى خسارتها الكثير من عتادها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة التي إغتنمها الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية لا سيما بعد أن بدأت عملية الرمح الذهبي .
بالأمس كان البنك المركزي لايزال في صنعاء تحت قبضة المليشيات الإنقلابية وهي من كانت تصرف المرتبات لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين، أما اليوم وبعد القرار الإستراتيجي الذي إتخذه فخامة رئيس الجمهورية أصبح البنك المركزي في العاصمة عدن والحكومة الشرعية هي من تقوم بصرف المرتبات لكل موظفي الدولة .
بالأمس لم نكُن نسمع عن إنشقاقات لقيادات عسكرية ومدنية عن المليشيات الإنقلابية إلا فيما ندر، أما اليوم فنكاد يومياً نسمع عن إنشقاقات لقيادات عسكرية ومدنية وإنضمامها في صف الشرعية، وليس ذلك فحسب بل نسمع عن التذمر في صفوف قياداتهم ومناصريهم من الشعب وقد سمعنا مؤخراً عبارة: متنا من الجوع ولم تموت أمريكا في إشارة للشعار الحوثي: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل... إلخ، بالإضافة إلى الكثير من عبارات السخرية للمخلوع العفاشي أو لصبي إيران عبدالملك الحوثي التي تتناقلها مواقع التواصل الإجتماعي .
هناك الكثير من المتغيرات التي تنصب في مصلحة الحكومة الشرعية والتي دعت إلى التحرك السريع للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنقاذ المليشيات الإنقلابية وكذلك تلك الأذرعة التي تحركها المليشيا الإنقلابية وحليفتها دولة إيران الفارسية والمتواجدة في العاصمة عدن لبعث رسائل للمجتمع الدولي مفادها بأن الحكومة الشرعية لا تمتلك القدرة على بسط قبضتها في عقر دارها والقضاء على المنظمات الإرهابية، حتى تمتنع دول العالم عن فتح سفاراتها وكذلك المنظمات الدولية لفتح مكاتبها في العاصمة عدن .
في رأيي المتواضع لن يكون إلا ما قاله فارس اليمن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وهو أحد الأمرين: إما سنضرب بسيف السلم أو بالضغط على الزناد.. فسيف السلم مختزل بالمرجعيات الثلاث وهي: المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي 2216 ، أما الضغط على الزناد فهذا لايجيده ولا يستخدمه إلا على أرض المعركة.. فهنيئاً لك يا شعبنا اليمني برئيسك الهادي في السلم ومنصوراً في الحرب .
علي هيثم الميسري