حل الحراك الجنوبي واجب وطني 2

2017/01/28 الساعة 01:03 صباحاً
منذُ إندلاع شرارة الحراك الجنوبي في العام 2007م حتى اللحظة التي إستلم فيها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية لم يُلَبَّى أي طلب حقوقي من طلبات الحراك، بل كان يُقمَّع بالرصاص الحي والهراوات من قِبَل الأمن المركزي التابع لزعيم عصابة صنعاء عفاش الخفاش . في العام 2011م إندلعت شرارة ثورة الشباب في صنعاء والتي كان إندلاعها لأسباب حقوقية أيضاً كما هو حال الحراك الجنوبي في عدن الذي كان بمثابة الأخ الأكبر لثورة الشباب، فتوسعت رقعة المطالب الحقوقية.. ويوماً بعد يوم كانت تزداد المخاوف لدى زعيم العصابة علي عبدالله قملة بخلعه من كرسي السلطة حتى أصابه الصاروخ في مسجد النهدين الذي أحرقه وجعله كأنه باذنجانه مطبوخة، ولولا مؤخرته لكان محياهُ يملؤه الحفر . حينها تحولت الوجوه والأبصار تتجه بإتجاه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان وقتها نائباً لرئيس الجمهورية، فكانت تُرسَل له الوفود من قِبَل الكثير من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية، فكان رؤساء الوفود يدعونه بفخامة الرئيس وكان يرد عليهم غاضباً بقوله: لست الرئيس بل أدعونني نائب الرئيس، حتى إجتمعت كل الآراء بأنه هو المُخَلِّص الوحيد لهذه الأزمة، فكان فخامته مستميت في رفضه إلى أن وافق على مضض بعد إلحاح شديد . في تلك الفترة سمعنا عن المبادرة الخليجية التي لم تَكُن على الإطلاق صياغة خليجية بل كانت صناعة وطنية بإمتياز، وكان أبطالها خمسة شخصيات وطنية وكانوا حينها يشغلون مناصب كبيرة في الدولة العفاشية التي يرأسها علي عبدالله قملة الذي كان حينها في ورشة ترقيع الأبدان السرطانية الخبيثة، والذي تفاجأ بعد عودته بوجود مبادرة خليجية تقضي بإطاحته من السلطة وتسليمها لنائبه عبدربه منصور هادي . كان علي عفاش يماطل حيناً ويمتنع حيناً آخر حتى حُوصِرَ فَقَبِلَ مُكرهاً مُبيِّتاً النية بعودته للسلطة سلمياً بالسعي في إفشال جهود فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من خلال المؤامرات والدسائس أو بإنقلاب عسكري لثقته بإمتلاكه جيش جرار خائن للشعب، فبعد محاولته للكثير من المؤامرات والدسائس والمخططات للإطاحة بفخامة الرئيس والتي كلها باءت بالفشل الذريع حينها لم يجد بُدَّاً إلا أن ينقلب على فخامته عسكرياً بإسم عدو الأمس حليف اليوم جماعة الحوثي . قبل الإنقلاب العسكري وبمجرد أن إستلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية أصدر مرسوماً بإنشاء مجلس للحوار الوطني يجمع فيه كل الأحزاب والأطياف السياسية للخروج باليمن من هذا المستنقع الذي وضعه فيه الرئيس السابق علي عبدالله قملة، فجعل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من الحراك الجنوبي طرف رئيسي يحمل ملف كل مشاكل ومطالب ومظالم الجنوبيين تحت مسمى القضية الجنوبية، فجعل القضية الجنوبية ومظالمها تطفو على السطح بعد أن كانت عائمة في القاع غير معترف بها خارجياً وأساساً لم تتجاوز حدود الوطن . دأب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على إقناع تشكيلة القيادات في الحراك الجنوبي بالمشاركة في الحوار الوطني وبذل جهوداً جبارة في هذا الصدد، وإستخدم كل الوسائل لإقناعهم تارةً بالترغيب وتارةً أخرى بإرسال الرُسُل لإقناعهم، فلم يكُن فخامته يحمل هم هؤلاء القيادات بل كان يحمل هم الشعب الجنوبي بأكمله . كان فخامة الرئيس مدرك تماماً بأن الكثير من القيادات الحراكية لا يحملون هم المواطن الجنوبي بل كانوا يحملون هم زيادة أرصدتهم المالية، فإن حُلَّت القضية الجنوبية فمعنى ذلك كل تلك الإيرادات المالية ستنقطع عليهم، فلم يكُن رفضهم في المشاركة بقرارات إرتجالية يتخذونها بل كان رفضهم لإملاءات أسيادهم علي قملة وعلي سالم البيض ومن خلفه بلاد فارس، بالمقابل كان هناك قيادات وطنية حقيقية تحمل في دواخلهم هم إخوتهم الجنوبيين . بَقيَ لنا الكثير من الأحداث التي تثبت بأن حل الحراك الجنوبي واجب وطني بل سيكون حله هو المخرج الوحيد لحل كل مشاكل الشعب الجنوبي وعلى الأخص في إقليم عدن المحتقن . علي هيثم الميسري