فاجأني أخي الكبير باتصال قبل ان يهاتفني أبي قائلا : هل علمت عما حدث لعمك ؟! ، ماذا هناك يافواز؟ .. لقد مات !
.. أواه .. إنه خبر يشطر القلب نصفين ،ويسكب الدموع بحرقة ليتني لم اجبه ، وكنتُ في بئر لا شبكة فيه ،ولا رسالة تصل إليّ
أهكذا رحلت يا عمي قبل ان ترى أحفادك يكبرون بين يديك بقلب يضخ بالحياة ،وبابتسامة عريضة..،قبل ان يغزوك الشيب ، تركت كل شيء خلفك بهذه السهولة وترجلت الحياة
ماذا صنعنا كي نتعذب برحيل من نحب وتعذب أولادك من بعدك؟
لماذا تركت عمتي وحيدة تنوح بين الحاضرات والبنات يصرخن وانت صامت لا ترفع حواجبك ،ولا تحرك رموشك.!
لماذا تغادر سريعا دون موعد او إشعار؟ ماذا يفعل بنا القدر ليخطف من نحب دون وداع ، وقبل ان نضع القُبل على رؤوسهم ونطلب السماح منهم
عمي كنت وددت لو كان الله نفخ فيك الروح وعدت سالما عافيا ! حتى انني عولت كثيرا وقلت انك أقوى من اي مرض وستعود إلى موضعك وأفضل ، لكن للأسف القدر لم يفعل ذلك
مازال مبكرا عليك كي تلتحق بابنتيك أروى وسلوى .. اه .. سلوى ، كنت طفلا حين توفيت ،وكانت هي في عمر الزهور ، وكم بكيت وقتها بين النساء والرجال بكيت كثيرا حينها كانت زهرة العائلة وروحها
ياعمي هل انت راحل إليهن دون سلام ولا وداع ،وهل ستلتقي بجدي نصر ؟ هل انت الآن بجواره ؟ .
"مات عمي" كلمتان أقسى من فأس يقطع الأشجار !