الأحداث الأخيرة في العاصمة عدن أسقطت الكثير من الأقنعة التي حاولنا الكشف عنها مراراً وتكراراً فأُتُّهِمنا بالعمالة والخيانة والإسترزاق تارةً وببث الفتنة وشق الصف الجنوبي تارةً أخرى .
أحداث الأمس بالتأكيد سَتُغيِّر الخارطة الجنوبية التي حاول الدخلاء على الجنوب العبث بها وتغيير ملامحها حسب مصالحهم وما يُملى لهم من جهات تترقب السيطرة على الجنوب وعلى الأخص العاصمة عدن وما أكثر المتربصين والطامعين بها، وخير دليل تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها الحراك الإنفصالي الإيراني المُستقوي بالقوة القابعة في دهاليز جبل حديد وبالدعم المادي والمعنوي من دولة شقيقة لها حساباتها الخاصة وتغرد خارج السرب .
في الوقت الذي فيه جيشنا الوطني ومقاومتنا الجنوبية يسطرون أروع التضحيات والإنتصارات ويصولون ويجولون ويحصدون الإنتصارات تلو الإنتصارات تبرز لنا على السطح أعمال صبيانية ومخططات لإرباك المشهد وإرباك الشرعية بتجهيزاتها لمعركة الساحل ضد المليشيات الانقلابية، فمن المستفيد بكل هذه العمليات التي طفت على السطح والتي جُلَّها تستهدف شخص فخامة رئيس الجمهورية ؟ .
في إعتقادي بأن الأيام القادمة ستكون هناك قبضة حديدية سيستخدمها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ستطول كل من قاموا بتلك التجاوزات والمخططات الإنقلابية، وستكون هناك قرارات صارمة بإقالة المتسببين من مواقعهم دون إعتبار للدولة التي تتعاطف معهم والذين ينفذون أجنداتها .
بعد الإجتماع الثلاثي المرتقب لزعماء اليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات والذي سيكون فيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حاسماً لكثير من الأمور العالقة أتوقع أن يتخذ جملة من القرارات التي كنا نترقبها بإستمرار لاسيما فيما يخص المحافظة عدن وعلى الأخص حل كل تلك المشاكل المتراكمة التي أَرَّقَت أبناء المحافظة عدن وإقصاء المتسببين بكل تلك المشاكل وتنصيب بدلاً منهم من أبناء المحافظة عدن، فعدن الباسلة ليست بحاجة لترميم المدارس ودهانها والرسم على جدرانها بمجموعة من الأعلام، عدن بحاجة لإعادة رونقها المتميز وإيقاف العبث بها وإبعاد العابثين الطامعين الذين يخططون للإنفراد بالسلطة دون النظر لشكل الدولة بعد إعلان الإنفصال .
علي هيثم الميسري