القشة التي قصمت ظهر بعير الإنقلابيين

2017/03/12 الساعة 02:11 صباحاً

 


  عندما أعلن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن إستقالته وقدمها لمجلس النواب للمصادقة عليها قام أحد طرفي الإنقلاب وهي الحركة الحوثية بمحاصرة مجلس النواب وعرقلته حتى لا يصادق على الإستقالة، وكان ذلك تحسباً لعدم سيطرة الطرف الآخر على السلطة قبل الإتفاق على شكل الدولة وعلى دور الحركة الحوثية في الحكومة ورئاسة الجمهورية، فكان هذا الإجراء هو القشة التى قصمت ظهر بعير الإنقلابيين .
  وهاهي الآن تعود ذات القشة من جديد لتضرب بعير الإنقلابيين بعد أن تعافى قليلاً بعيرهم، وهذا ما نراه من خلال تلك الخلافات التي عادت من جديد بين طرفي الإنقلاب بسبب عنجهية وغطرسة أفراد الحركة الحوثية التي تمارسها تجاه أتباع المخلوع علي عفاش، فكان الضرب والطرد بطرق مهينة الذي تلقاه وزراء محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام من قِبَل مسؤولين في الحركة الحوثية هو أحد أسباب تصاعد الخلاف بين طرفي الإنقلاب والذي سينتهي بفض الشراكة بينهما قريباً جداً .
  الوزراء الذين تلقوا الضرب والمنتمين لحزب المؤتمر هم: حسين حازب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومحمد سالم بن حفيظ وزير الصحة والإسكان وشرف القليصي وزير الأوقاف والإرشاد، وعندما بلغ السيل الزبى لدى عفاش المخلوع لم يجد بُدَّاً إلا أن يهدد بالإنسحاب من حكومة الإنقلاب وهذا أقصى إجراء إستطاع فعله .
  وكان عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الإنقلابيين هو الآخر بلغ سيله الزبى وأيضاً أقصى ما إستطاع فعله هو التهديد بتقديم إستقالته لنفس السبب، بل زاد عليه هو ممارسة العنجهية والغطرسة ضده من قِبَل صالح الصماد رئيس المجلس السياسي عندما وجهه وبصيغة الأمر أن يوجه بتجميد كل قرارات التعيين التي صدرت من وزراء حكومته .
  الإنقلاب الذي بدأ هشاً لابد أن يفشل في أي مرحلة من مراحلة.. والإنقلاب الذي تقوده عصابات لابد أن يُصاب في مقتل، لذلك نرى رقعة الخلافات التي إتسعت يوماً بعد يوم هي من سينهي الإنقلاب لاسيما بعد كل تلك الخسائر التي تلقتها المليشيا الإنقلابية في كثير من الجبهات وتلاشي الرقعة الجغرافية التي كانت مسيطرة عليها تلك المليشيات .
  وحسب رأيي الشخصي المتواضع أن قادم الأيام القليلة ستنقلب الطاولة على أحد طرفي الإنقلاب وسيتلاشى حجم الإنقلابيين من خلال الإنشقاقات وإعلان إنضمامها لشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي عقد العزم بالقضاء على المليشيا الإنقلابية سياسياً وعسكرياً والمضي قدماً نحو قيام مشروع اليمن الإتحادي الذي يتطلع إليه الشعب اليمني العظيم .

علي هيثم الميسري