يبدو لي بأن التوقيت قد خان المليشيا الإنقلابية في إصدار حكمها بالإعدام على فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لإنتحاله شخصية رئيس الجمهورية، فبعد إصدار الحكم بأيام قلائل شارك فخامته بمؤتمر القمة العربية الثامن والعشرين الذي إنعقد في العاصمة الأردنية عمان .
فالحكم الصادر الذي أضنهم قد بَلُّوه وشربوا ماءه أصابهم بنكسة جديدة لاسيما بعد أن رأوا حفاوة الإستقبال لفخامته من قِبَل القيادة السياسية الأردنية وعلى رأسهم الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ثم الكلمة التي ألقاها فخامته وكشف فيها جرائمهم ضد الشعب اليمني وداعمتهم الدولة الفارسيّة الإيرانية .
أما النكسة الأخرى أو بالأحرى الصدمة التي أصابتهم بالهلوسة والهذيان والتي ستخرسهم حيناً من الدهر فهي ذلك الإجماع العربي بالحفاظ على وحدة اليمن وشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وكذلك التأكيد على إنهاء الإنقلاب .
نعود لذلك الحكم الصادر الذي أثبت غباء تلك المليشيات الإنقلابية والتي تؤكد للشعب اليمني والمجتمع الدولي بأنها غير مؤهلة لحكم اليمن، فالحكم الصادر ضد الرئيس المتهم الذي إنتحل شخصيته لهو خير دليل على ذلك والذي أيضاً أنهى دور المبعوث الأممي وقضى تماماً على الحل السلمي للأزمة، فمن المستحيل أن تجلس مليشيا بمفاوضات على طاولة واحدة مع رئيس محكوم عليه بالإعدام .
لم يتبقى على المليشيا الإنقلابية إلا أن تصدر حكم آخر ضد المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإعترافهم بالرئيس الذي إنتحل شخصيته، وعلى المليشيا هذه المرة أن لا تنسى في حكمها ذكر الوسيلة التي ستنفذ بها حكم الإعدام أهو شنقاً أم رمياً بالرصاص، وعليها كذلك أن لا تنسى إستلام أتعاب المحامين قبل تنفيذ أحكام الإعدام .
علي هيثم الميسري