تناولت الصحف ووسائل الإعلام اليمنية قبل أمس عن تمكن قوة من مكافحة الإرهاب التابعة لأمن عدن بالقضاء على أحد العناصر الإرهابية أثناء محاولته تفجير نفسه بحزام ناسف في نقطة أمنية وكان متنكراً بزي عسكري، ويوم أمس نشر الإعلام التابع لإدارة أمن عدن مقطع ڤيديو يوضح كيفية إستهداف العنصر الإرهابي والقضاء عليه .
مقطع الڤيديو بمجرد أن شاهدته تذكرت أمر خطير جداً وهو عمليات الإغتيال تلك التي طالت قيادات عسكرية وكوادر مدنية في محافظة عدن والتي كان يقوم منفذيها الإرهابيين بتصوير عمليات الإغتيال وهي تشبه لحدِِ كبير الأسلوب الذي تم فيه تصوير عملية إغتيال العنصر الإرهابي، مما يوحي للإنسان البسيط بأن المدرسة واحدة التي تخرج منها هذين الفريقين والجهة واحدة التي ينتمي إليها الفريقين، لذلك لابد من منظمات الحقوق المدنية وحقوق الإنسان أن تطالب بفتح تحقيق على أعلى المستويات .
عندما نعود للكيفية التي فيها قتل العنصر الإرهابي سنجد أن هناك أخطاء كثيرة قامت بها قوة مكافحة الإرهاب والتي أثارت الريبة والعديد من التساؤلات لكثير من الناس والتي أدخلت هذه القوة في دائرة الشبهات بل وتدينها بتهمة جريمة قتل وليس عملية إحباط محاولة إنتحارية، وهذه الأخطاء سنسردها لكم لاحقاً بمقال ساخر يليق بتلك الجهات التي تحاول تغييب عقولنا والإستخفاف بها، مع العلم أن الطريقة التي قام بها هؤلاء يعكس مدى غبائهم في التفكير والتنفيذ .
الأمر الخطير الذي وددت الكشف عنه هو أن القتيل في هذه العملية أكاد أجزم أنه أحد المواطنين المخفيين قسراً وكان ضحية المغامرات الصبيانية التي يقوم بها أولئك القائمين على قوات مكافحة الإرهاب .
قد يسأل سائل: كيف لهذا الرجل أن يقوم بهذا الدور التمثيلي وهو يعلم نهايته الحتمية ستكون القتل ؟ الإجابة ستكون على النحو الآتي وتتمحور بإحتمالين 1) أن تكون أوهمته هذه الجهة بدور تمثيلي سيقوم به مقابل ضمه معهم أو إطلاق سراحه وأقنعوه بالحزام الناسف المشترى من إحدى الصيدليات والذي تستخدمه المرأة التي وضعت طفلها لمنع الترهل .
2) العنصر الإرهابي قام بدوره أحد أفراد قوة مكافحة الإرهاب وجاءوا بدم من إحدى المستشفيات أو بإحدى الصبغات الحمراء التي تستخدم في الأفلام، والدليل على ذلك بأن من شاهد المقطع سيجد بأن وجه القتيل لم يظهر على الإطلاق، والدليل الأول عندما وقع القتيل على الأرض قام المصور بتصويره من مؤخرة جسمه، والدليل الثاني هو ذلك التضليل على وجه العنصر الإرهابي عندما كان ماشياً حتى اللحظة التي قُتِلَ فيها، أما الجثة التي ذهبوا بها إلى المستشفى فهي للضحية التي قتلوها قبل أو بعد مرحلة التصوير .
لذلك أوجه ندائي لجميع الأُسر في محافظات عدن ولحج وأبين التي إختفى أحد أفرادها ولايعلمون عنهم حتى اللحظة عن أماكن إختفائهم أن يذهبوا إلى المستشفى التي أُدخِلَت فيها الجثة للتعرف عليها فقد تكون لأحد هؤلاءِ المختفين قسراً .
وفي الأخير أسأل الله جل وعلى أن لا يؤاخذنا بضنوننا فنحن نسعى فقط لكشف الحقائق، ومادعانا إلى ذلك هو تلك الجهة التي قامت بعملية الإغتيال والتصوير الذي لم تستخدمه أكبر المنظمات العالمية في مكافحة الإرهاب، وإن أُستُخدِم فلا يُسَرَّب للجمهور بل يُحفَظ في الإرشيف .
علي هيثم الميسري