في اللقاء الذي بثته قناة الغد المشرق مع محافظ محافظة عدن عيدروس الزبيدي قبل بضعة أشهر توعد فيه أفراد في حزب الإصلاح بمحاسبتهم ورفع دعاوى قضائيّة ضدهم حينما تفتح المحاكم، كما حَمَّل حكومة بن دغر أسباب فشله، وكنا نأمل حينها أن يتطرق لملف الكهرباء ومشاكله والحلول التي قد تساعد في حلحلة هذا الملف الشائك الذي أرَّقَ أبناء عدن وحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، ولكنه لم يفعل بل قذف بالكرة في ملعب حكومة بن دغر بإدعائه عدم إستلامه الميزانية التشغيلية الخاصة بالمحافظة .
وهاهو اليوم طَلَّ علينا من جديد بمؤتمر صحفي عقيم، فكرر نفس إدعاءاته السابقة وحَمَّلَ الحكومة سبب إخفاقه في حل مشكلة الكهرباء، وكان الجديد المختلف عن خطاباته ولقاءاته التلفزيونية العقيمة السابقة هو تلك المناشدة والإستغاثة وذلك الإستجداء الذي أطلقهم لدول التحالف بحل مشكلة الكهرباء في المحافظة عدن .
كنا نترقب منذُ الأمس بإطلالة جديدة للمحافظ عيدروس الزبيدي بمؤتمره الصحفي يعلن فيه قيام إقليم عدن الذي طال إنتظاره أسوةً بأخيه محافظ محافظة حضرموت الذي أعلن عن قيام إقليم حضرموت يوم أمس، ولكن خيال المآته محافظ المحافظة عدن خيَّبَ آمالنا وأثبت للجميع بأنه لا يزال يراوح مكانه منذُ 16 شهراً ولم نرى منه إلا شعارات عن الجنوب وعن إستقلال الجنوب ليس إلا، وكذلك إطلاق التهم جزافاً لشخصيات بارزة وجهات لا تمت لفشله بصفة .
فطيلة الفترة الماضية منذُ تعيينه محافظاً لعدن تفنن عيدروس الزبيدي بتوزيع التهم يمنةً ويسرة لأناس لا ناقة لهم فيها ولا جمل في أسباب فشله، بالإضافة إلى ذلك إختزل مسؤولياته كلها في المحافظة عدن بملف الكهرباء فقط وليته نجح في حله، وتناسى أو غض الطرف عن ملفات أخرى منوطة به كالمياه والنظافة وغيرها من الملفات، ويبدو لي بأنه لم يجد من يحمله مسؤولية فشله في حل هذه الملفات، أو ربما وضع في مخيلته بأن منصبه هذا هو منصب شرفي يعطية الأحقية في التصرف بالميزانية التشغيلية كيفما شاء .
أصواتنا بحت وجفت أقلامنا بالحديث في هذا الكائن البشري عيدروس الزبيدي وبالمسرحيات الهزلية التي يقوم بكتابة سيناريوهاتها بنفسه، فالمسرحية الأخيرة لهذا اليوم الذي إتهم فيها قوى سياسية مؤثرة على مراكز القرار في الحكومة بعرقلته في عمله وكعادته لم يسمِّها، لذلك ينبغي على دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر التوضيح للرأي العام وعلى الأخص للشارع العدني ما جاء في المؤتمر الصحفي للمحافظ بنفي التهمة أو بمطالبته بكشف الأسماء التي أشار إليها .
ونطالب فخامة رئيس الجمهورية بالوقوف الفوري في هذا الشأن وتشكيل لجنة تحقيق للتحقق عن صحة إدعاءات محافظ عدن عيدروس الزبيدي والضغط عليه بتسمية القوى المعرقلة لعمل إدارته، فإن أفصح عنهم وثبتت إتهاماته فيجب محاسبتهم وإقصائهم من مناصبهم، وإن رفض الإفصاح عنهم فيعني ذلك إنه مدعي فاشل، فالمحافظة عدن وضعها يفوق إمكانياته الإدارية والقيادية، لذا الواجب إقصائه من منصبه وتعيين بديلاً عنه يمتلك كفاءة وإمكانيات بحجم المحافظة عدن، فأبناء عدن لا ذنب لهم في تحويل محافظتهم إلى قرية بسبب رجل قَبِلَ أن يقوم بدور خيال المآته .
علي هيثم الميسري