لا أخفي عليكم بأن فرحتي لم تسعني عند سماعي بقرار فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي بتسمية الشيخ عبدالعزيز المفلحي محافظاً لمحافظة عدن، وكانت فرحتي لعدة أسباب ولكنني سأذكر السبب الرئيسي الذي سيعيد تاريخ عدن المجيد في معنى التعايش والمحبة والتآخي ونبذ العنصرية والمناطقية والفُرقة وإستيعاب كل الأطياف بكل توجهاتها والتي إختفت كل هذه السمات زمن طال بنا .
فمجيء الشيخ عبدالعزيز المفلحي ليتربع على كرسي المحافظة كانت القطرة التي تأتي أول الغيث، فالشيخ عبدالعزيز المفلحي الذي جلست معه مرة واحدة وفي زمن قصير جداً علمني فيه معنى الوطنية لم يكُن إختيار فخامته له في هذا المنصب إلا ليُعيد غرس الوطنية في نفوس مواطني عدن الذين ولدوا وتربوا وترعرعوا فيها .
محافظنا الشيخ عبدالعزيز المفلحي درس المرحلة الإبتدائية والإعدادية في مدينة عدن ونفذ بجلده عندما لاحقه النظام في عدن آنذاك ففر هارباً وأسرته إلى مدينة تعز فشعر حينها بالظلم، فكانت مدينة تعز هي الحضن الدافئ له ولأسرته، فدرس فيها المرحلة الثانوية، ثم غادرها متوجهاً إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية، وتحصل على شهادة البكالوريوس في الإقتصاد والعلوم السياسية .
بالتأكيد من مسَّهُ الظلم لن يمارسه على غيره، لذلك نبشر أبناء عدن بقدوم الرجل الذي سيرفع عنهم الظلم والإقصاء والتهميش الذي مورس ضدهم خلال الفترة الماضية، وأناشد إخوتنا في محافظة عدن أن يلتفوا من حول محافظهم الجديد الشيخ عبدالعزيز المفلحي ويساندوه ويعاضدوه ويدعموه بل ويتحولوا جنوداً مجنده له، وأخص بالذكر أولئكَ النخبة من أبناء عدن أن لايبخلوا عليه بالنصح والإرشاد فيما يخص مصلحة محافظتهم، كما أنصح أستاذي القدير الشيخ عبدالعزيز المفلحي أن يستوعب أبناء عدن أولاً ويحتويهم ويكون التوظيف والمميزات لهم أولاً ثم أبناء بقية محافظات إقليم عدن .
وبما أن هذا الرجل الشيخ إقتصادي من النوع الفريد أجزم بأنه سيحول المحافظة عدن إلى واحة إقتصادية في زمن قياسي، وقبل ذلك سيجعل ثقافة الوطنية هي السائدة في نفوس كل أبناء عدن بل وسيذهب بعيداً نحو بقية محافظات الإقليم، تلك الوطنية التي إفتقدها سلفه عيدروس الزبيدي الذي مارس العنصرية ضد أبناء عدن فكانت هي القاصمة لظهره وأقصته من كرسي المحافظة .
علي هيثم الميسري