محافظ المحافظة عدن المخلوع عيدروس الزبيدي لم يكُن في منأى عن تلك المسيرة المتواضعة التي خرجت تطالب بعودته لكرسي المحافظة، بل كانت له اليد الطولى وهو من مولها آملاً أن يعود كما كانت آمال المخلوع علي عفاش بالعودة إلى كرسي الرئاسة بعد أن خُلِعَ بسلطة الشعب فتحطمت تلك الآمال تحت أقدام فارس اليمن المغوار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .
المخلوع علي عفاش أراد العودة بإنقلاب عسكري على شرعية رئيس الجمهورية بعد تحالفه مع عدو الأمس عبدالملك الحوثي، فإلتحمت قوته العسكرية بقوة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، فإختار أن يكون طريق عودته عبر أرواح ودماء الشعب اليمني، وبالرغم من قوته العسكرية التي إمتلكها خلال ثلاثة عقود إلا أن حلمه بالعودة تحول إلى كابوس إسمه الهادي المنصور .
أما عيدروس الزبيدي كنا نتمنى أن يحتكم لصوت العقل ويجعل مصير المخلوع علي عفاش عبرةً له ولا يغامر لأجل عودته بدماء الأبرياء في الجنوب الذين ساندوه بعد أن غرر بهم بشعاراته الثورية فإنساقوا خلفه كالخرفان، وهم لا يدركون بأنهم وقود للفتنة التي أرادها لهم المخلوع عيدروس الزبيدي لتحقيق مآربه .
لا ندري إن كان يدرك عيدروس الزبيدي بأن من تدعمه على العصيان لقرارات رئيس الجمهورية جعلت منه أداة لتنفيذ مخططاتها التدميرية ومشاريعها الإستحواذية، فطموحه لإعتلاء السلطة قد أعمى بصيرته، ويبدو لي أنه نسيَ أو تناسى بأنه كان مُطارد في الجبال والكهوف من النظام السابق بسبب جرائم إرتكبها فأعزَّهُ وأكرمهُ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونفض عنه الغبار والأتربة وهندمهُ بملابس نظيفة لم يكُن يعرفها من قبل، ولكنه عضَّ اليد التي إنتشلته من الحضيض وكل هذا لأجل الكرسي الذي لن يعود إليه حتى في أحلامه .
لذلك نقول للمخلوع عيدروس الزبيدي محاولاتك البائسة للعودة لكرسي المحافظة لن تُجدي نفعاً من خلال دعمك للمليونية التي تنادي بها، بل ستكون بمثابة آخر مسمار في نعشك، ولن نحزن عليك فلتذهب أنت وداعميك للجحيم بل سنحزن على الأبرياء المغرر بهم الذين سيخرجون وهم لا يعلمون بأنهم سيرفعون شعار: عيدروس ومن بعده الطوفان .
علي هيثم الميسري