ثقة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في الشيخ عبدالعزيز المفلحي كانت في محلها، وتفاؤلنا نحن بهذا الشيخ العبقري كان من خلال معرفتنا به مسبقاً بملامسته الإنسانية للفقراء والمحتاجين وكذلك بالروح الوطنية التي يتمتع بها .
الشيخ العبقري عبدالعزيز المفلحي محافظ محافظة عدن كتبنا عنه في مقال سابق وكان تحت عنوان: الشيخ المفلحي سيُعيد تاريخ عدن المجيد، فبدأ عمله تحت هذا العنوان وكان أول عبارة قالها في مؤتمره الصحفي يوم أمس هي: جئنا أولاً لإستعادة الكرامة لعدن.. فمن سيشاركني هذا التحدي فأنا أرحب به ومن سيعارضني فلسنا بحاجة له .
ومن المآثر التي ذكرها وأصابت رأينا فيه والتي إختزلها في عنوان مقالنا السابق هي: عدن عانت الظلم والقهر وآن لنا أن نعيد لها كرامتها وريادتها، علينا أن ننشر ثقافة السلام والتعايش والمحبة من عدن مع كل اليمنيين بل مع كل الإنسانية، لا مكان بيننا للعنصرية وسنقف ضدها بقوة ولا نريد نسمع كلمة هذا دحباشي أو هذا إنفصالي أو هذا مؤتمري، علينا أن نتكاتف من أجل إعادة عدن إلى مكانها الريادي، سأضع يدي بيد من يريد بناء ونهضة عدن، كلنا عدنيون ومن سكن في عدن وترعرع فيها ويحبها وسعى لها بالخير فهو عدني، كلنا يجيد الكلام الشعبوي الحماسي للجماهير، لكننا نحن نريد أن نكون واقعيين مع شعبنا بعيد عن المزايدات والشعارات .
كان كلاماً يُخَط بماء الذهب، كلام لا يقوله إلا رجل عبقري جاء ليبني ويعمر الإنسان أولاً ثم البنيان ثانياً، فإن لم يكُن ثمة عمران حقيقي في القلوب فلن يكون هناك بنيان على الأرض، أما الكلام الثوري والتحفيزي والشعارات المثيرة لنيل ثقة الجماهير فهذا لن يُجدي نفعاً، فالجماهير الجائعة لن تصفق ولن تثق إلا بمن أطعمها وتَلَمَّسَ حاجتها بتوفير سُبُل المعيشة من خلال توفير الخدمات الضرورية حتى يرتقي بها، أما الشعارات الثورية التي لا تسد رمق الجماهير فليس لهؤلاء الجماهير حاجة بها وهنا يكمُن الفرق بين النجاح والفشل .
أيضاً هناك فرق بين من يسعى في إدارته للمحافظة أولاً أن يكون من أبنائها وثانياً وثالثاً إلى آخره يتألم لآلامهم ويقهر لقهرهم ويشعر بمعاناتهم ويتلمس حاجتهم، وبين من يأتي من خارج المحافظة ليديرها بعنصرية مقيتة ومناطقية بغيضة، وينظر لمنصبه من ناحية مادية راغباً في تحوله لمليونير أو لملياردير يُشار له بالبنان، ولا يتلمس إحتياجات أبناء المحافظة ولا يهتم لمعاناتهم ولا يشعر بآلامهم، فشتان مابين الشيخ الإنسان والعنصري المناطقي البغيض، فهل هناك مقارنة بين الثرى والثريا ؟ .
من الآن وصاعداً سنتوقف عن الثناء والمديح وسنضع أنفسنا مرآةً لمحافظ محافظة عدن الشيخ العبقري الإنسان عبدالعزيز المفلحي لأي خطأ قد يحدث أو تجاوز غير مقصود، فكما إنتقدنا الأخطاء والتجاوزات للمحافظ السابق سننتقد محافظنا الشيخ عبدالعزيز المفلحي فنحن لا نكيل بمكيالين، ونحن ثقتنا عالية بهذا الرجل لإنسانيته وعبقريته الفذة، وحتى ذلك الحين علينا أن نذكره بنصائح سبق وذكرناها له .
عزيزنا الشيخ عبدالعزيز إبدأ بإنسانيتك وتلمس إحتياجات الناس ثم بعبقريتك ولا تنسى وطنيتك، حاول بقدر إستطاعتك أن تحتوي أبناء عدن.. إجمع من حولك صفوتهم ونخبتهم من الأكاديميين والباحثين والمثقفين، إفعل المستحيل لتنجح في إدارة المحافظة ولن يتأتى هذا النجاح إلا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وصدقني أرى فيك مواصفات الرجل الذي سيحكم إقليم عدن، وأستطيع القول من الآن ومن هاهنا بأن الشيخ المفلحي هو من سيُعلِن عن إقليم عدن.. وقريباً جداً .
علي هيثم الميسري