لا يمكن لمتمرد على ولي الأمر أن يحمل قضية لشعب بحجم شعب الجنوب، لاسيما إن كان هذا المتمرد يمتلك تاريخاً سيئاً بعمالته لدولة تُعَد من أكثر الدول عداوة لوطنه وشعبه، بالإضافة لفشله في إدارة محافظة بسبب فساده وفساد عصابته.. أما عن عنصريته ومناطقيته فحدث ولا حرج .
مخلوع الجنوب عيدروس الزبيدي بإعلانه المجلس السياسي أثبت للقاصي والداني أنه غير كفؤ لأن يحمل قضية الشعب الجنوبي، فقضيته أو لنقُل مسعاه هو منصب حكومي ثم سلطة مطلقة ليس إلا، فمنذُ تعيينه محافظاً لمحافظة عدن تَوَهَّمَ أن كرسي المحافظة سيؤهله لأن يعتلي السلطة في الجنوب كرئيس لدولة الجنوب العربي.. أو هكذا أقنعوه الذين يسعون لإفشال الشرعية وإجهاض مشروع اليمن الإتحادي الذي سيرتقي باليمن ويعتلي بها صدارة الدول الأغنى في منطقة الشرق الأوسط .
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو الرجل الوحيد الذي حمل على عاتقه القضية الجنوبية وإعادة كل حقوق الشعب الجنوبي التي سُلِبَت منه خلال عشرون عاماً، بل أقسمَ اليمين بأنه من سيعيد حقوق الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وإلى لحظتنا هذه يقاتل سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً لإبراء يمينه وتحقيق هذا الهدف العظيم .
فليعلم المخلوع عيدروس الزبيدي أن مجلسه السياسي الإنتقالي المُعلَن بمثابة خيانة عظمى للوطن وللشرعية ولدول التحالف التي تدخلت لإنهاء الإنقلاب وإعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن، وأي إخفاق في تحقيق أي هدف من هذه الأهداف سيضع دول التحالف في موضع حرج أمام مجلس الأمن والمجتمع الدولي وعلى الأخص المملكة العربية السعودية التي تدخلت بكل ثقلها في هذه الحرب، لذلك لن تقبل حكومة المملكة العربية السعودية أن يُشار إليها بالفشل بسبب مجموعة من المرتزقة والخونة والعملاء الطامعين بالسلطة .
البيان الرئاسي الذي أعلنته الرئاسة اليمنية كان واضحاً لاسيما تلك الفقرة الرابعة التي تقول: أن كل من وردت أسماؤهم في ما يسمى المجلس الإنتقالي الجنوبي عليهم إعلان موقفاً واضحاً وجلياً منه. لذلك على جميع من ذُكِروا في هذا المجلس الإنقلابي وليس الإنتقالي أن يعلن انسحابه من، ومن لم يحدد موقفه ويعلن إنتمائه المطلق للحكومة الشرعية فمعنى ذلك بأنه قد وضع نفسه في مواجهة مع الحكومة الشرعية ودول التحالف والمجتمع الدولي وبالتالي سيُرفَع إسمه ضمن المعرقلين للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وعلى الأخص أولئك المسؤولين في الشرعية، فلا يصح لهؤلاء أن يضعوا قدماً مع الشرعية والقدم الأخرى مع المجلس الإنقلابي .
وفي الختام أوجه رسالتي للمخلوع عيدروس الزبيدي: أنت مجرد نكرة لا فائدة تُرجى منك فتاريخك ملطخ بالمؤامرات والخيانات، إستخدمتك دولتين أنت تعرفهما كمطية لتحقيق مآربها.. بدايةً بإفشال الشرعية ثم إجهاض المشروع الذي يحمله فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، فلا تغتر بالخمسة آلاف مرتزق الذين حشدتهم بدراهم الإمارات الداعمة لك ليمنحوك شرعية هزيلة لن تخطو بها ولو لخطوات معدودة .
وعليك أن تملأ عينيك بمشاهدة شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي التي عمَّدتها تلك الملايين من الشعب اليمني، ثم وثَّقتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإعترفت بها دول العالم وكل المنظمات الدولية، فشتان بين شرعية فخامته وشرعيتك الهزيلة، فلا تضع نفسك ندَّاً لفارس اليمن الهادي المنصور، ولاتقارن مشروعك السلطوي بمشروع فخامته الذي يحلم به عشرات الملايين من أبناء وطني الغالي الكبير، وتذكر كلامي أيها المخلوع البغيض بأن نهايتك ستكون خلف القضبان أو فرارك نحو الجبال التي جاء بك منها فارس اليمن الهمام فخامة الهادي المنصور .
علي هيثم الميسري