سيخرج يوم غداً كعادتهم كل سنة بضعة آلاف من أصحاب العقول الفارغة إلى عدن ليحتشدوا في ساحة العروض، وكعادتهم أيضاً سيرفعون الأعلام الإشتراكية والشعارات الثورية الوهمية، وسيرقصون ويبترعون وسيلقون الأشعار والأغاني الثورية والحماسية، وسيتخلل كل ذلك وجبة الغداء، ومن ثم ستمتلئ ساحة العروض والشوارع الخلفية والحارات والأزقة بالقاذورات والروائح الكريهة جراء تغوطهم وتبولهم، ومن ثم سيعودون من حيث أتوا بعد أن يستلموا أجرة الرقص والأغاني ورفع الأعلام والشعارات، وهكذا هي عوائدهم كل سنة من تاريخ 21 مايو .
يذكرني إحتشادهم بالبرنامج الخليجي إفتح يا سمسم النسخة الأولى، ففي هذا البرنامج مع بداية كل حلقة نرى أطفالاً يجرون ويرددون نشيد: إفتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال.. إفتح وإستقبل أصحابك نحن الأطفال... إلخ، ثم نرى دمية طائر الببغاء ملسون وتلك الدمية البدينة نعمان الذين يغنون له الأطفال: طيري طيارة طيري.. طيري فوق البلدان.. طيري ومعي أصحابي.. طيري ومعي نعمان .
عندما كنا صغاراً كنا يومياً ننتظر بشغف كبير في ساعة العصر عرض هذا البرامج التعليمي والمشوق، تمتعنا كثيراً لمشاهدته وإستفدنا منها الكثير، تعلمنا في حينها بأن البيض لا يمكن أن يصل سالماً إلى السوق إن كانت العربة التي تحمله إطاراتها مربعة وليست دائرية، وكنا نستمتع بمشاهدة دمية الضفدع كامل والدمية كعكي الذي كان يحب أكل البسكوت كثيراً، وكذلك الدميتان بدر وأنيس، فكل تلك الدمى كانت تمتعنا كثيراً وتعلمنا منها الكثير .
الدمى التي ستحتشد غداً هي دمى بشرية لا تقدم ولا تؤخر ولا يمكن الإستفادة منها إطلاقاً، كنا سنستفيد منها في 21 مايو من العام 2015م حينما كانت المليشيا الإنقلابية متواجدة في عدن، كان من الأحرى بتلك الدمى أن تحتشد في عدن عند دخول القوى الظلامية الحوثي وعفاش بدلاً من الهروب إلى قراها مختبئين بين نسائهم وأطفالهم وآبائهم وأمهاتهم وترك أبناء عدن ورجالها وأبطالها يخوضون المعركة بمفردهم، وبعد تحرير المدينة عدن تذكروا بأن لديهم محافظة إسمها عدن يقيمون بها إنتفاضة شعبية لإستعادة دولتهم كما يدعون، وفي فترة الحرب كان شعارهم المتراخي هو: هذه الحرب لا تعنينا .
أما الدمى البشرية الأخرى التي أخرجت آلاف الدمى تلك فهي تسعى لتنفيذ أجندات لقوى خارجية الغرض منها خلط الأوراق لتحقيق مشاريع تلك القوى، فالدمية الضفدع كامل وأقصد هنا الدمية الفانوس الزبيدي تحركه تلك القوى يمنةً ويسرة حسب ما تقتضيه المرحلة، وكذلك بالنسبة للدمية كعكي آكل البسكوت وأقصد بذلك الدمية بن بريك الذي كان دوره هو قتل المشائخ وعلماء الدين، أما عن دور الدمية بدر ذلك الأبله وهو الدمية شلال شائع هو الإختطاف والإخفاء القسري للكثير من أبطال المقاومة أبناء عدن وأبين والصبيحة، وكذلك الإبقاء على حالة الفوضى في العاصمة عدن .
كانت دمى البرنامج الخليجي إفتح يا سمسم تمتعنا كثيراً وتعلمنا منها الكثير من السلوكيات النموذجية، أما الدمى البشرية التابعة للحراك الإيراني إن لم يتم التخلص منها بأي حال من الأحوال فيعني ذلك بأن الجنوب سيُسَلَّم على طبق من ذهب لتلك القوى الخارجية التي تريد أن تعيدنا لحقبة الإستعمار الذي سيكون أشد وأنكى من الإحتلال البريطاني المحترم .
علي هيثم الميسري