علي البخيتي
على الحوثيين إدراك أن مشكلتهم الأساسية معنا كيمنيين، فلن نقبل بحكمهم الذي وصلوا له عبر فوهة البندقية وقذيفة المدفع طال الزمن أو قصر، وكلما امتد حكمهم ليوم واحد زاد بغض الناس لهم؛ وزادت الأحقاد والمعاناة والخسائر.
الحوثيون يتحدثون عن أمريكا وإسرائيل والسعودية قرن الشيطان والصهيونية ودول الخليج النفطية والكثير من دول العالم كخصوم لهم، لكنهم لا يأتون على ذكر اليمنيين، ليس لأنهم معهم، لكن لاعتقاد راسخ في باطن عقولهم أننا جزء من ممتلكاتهم، جزء من التركة التي ورثوها عن جدهم، جزء من ممتلكات ولي الأمر وبصيرة حديث الولاية.
حتى عندما يتحدثون عن أطراف يمنية معارضة لهم يتحدثون عن اخوان مسلمين، وعن وهابيين، وعن دواعش وقاعدة، هل تدركون لماذا؟، على اعتبار فكر الاخوان أتى من مصر، والوهابية أتت من نجد، والداعشية والقاعدة أتت من سوريا وافغانستان، أما اليمنيين فهم حق الوالد، والفكر اليمني لا يمكن أن يخرج عن فكر حديث الولاية، اليمني الأصلي لا يمكنه أن يعارض أسياده ولا لي أمره، لذا لا يتحدثوا عنه أبداً، الا بنسبته الى فكر أو جماعة مُعادية أصلها من خارج اليمن.
الحوثيون وبعد زيارتهم لظهران الجنوب في المملكة يتحدثون عن أشقائهم السعوديين، لكنهم لا يتحدثون عنا كأشقاء أو إخوة يمنيين ونحن نشترك معهم في وطن واحد، بل كأتباع لا يجوز أن يأتوا على ذكرنا، أو أن هناك خلافات معنا.
الحوثيون لا يمكن أن يتخيلوا وجود معارضة وطنية يمنية لهم، من يعارضهم يجردوه عن يمنيته وعن وطنيته بل وحتى عن أخلاقه وأحياناً دينه، تلك النظرة الدونية لكل من يختلف معهم ناتجة عن فكر سلالي عصبوي كهنوتي خبيث رضعوه في حلقاتهم الضيقة التي أصابتهم بعمى في قلوبهم، جعلهم لا يبصرون شعباً يعارضهم في غالبه ويرفض حكمهم وبات يمقت فكرهم بعد أن دمر حياته وحولها الى جحيم.