في الأيام القليلة الماضية تداولت مواقع إعلامية إلكترونية أخبار مفبركة من قِبَل المطابخ الإعلامية التابعة للإنقلابيين تُشير إلى سعي حكومتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بإزاحة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من رأس السلطة لتسلم السلطة في الشمال لأحمد علي عبدالله صالح وتسليم السلطة في الجنوب للمجلس الإنتقالي الجنوبي بعد تقسيم اليمن لجنوب وشمال .
هناك ثُلةٌ من ذوي العقول الفارغة صدقت كل تلك التسريبات خصوصاً أولئك الذين يتمنون ذلك أن يكون واقع حقيقي يعيشون تحت ظله, وفي رأيي لن يكون ذلك حتى وإن ولج الجمل في سم الخياط, فالشواهد تشير إلى أن القيادة السعودية الحكيمة ترى أن عودة المخلوع علي عبدالله صالح أو أي من أقربائه أو مؤيديه مستحيلة بالمطلق .
فهل يُعقل أن تسعى القيادة السعودية بعودة المخلوع الذي حاربها وشتمها وشتم قيادتها ونعتها بآل سلول وبسببه أيضاً خسرت مليارات الدولارات وخسرت الكثير من أبنائها في الحرب التي فُرِضَت عليها, وأطلق العديد من الصواريخ على أراضيها وقتل العديد من مواطنيها ؟ وهل يُعقَل أن تتنازل الحكومة السعودية عن مبادئها وتتحايل على الحكومة اليمنية وتتآمر عليها وعلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ؟ .
الأمر الآخر الذي لا يعلمه الكثيرون لاسيما أولئك أصحاب العقول الفارغة بأن السيادة اليمنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه, ولا يمكن أيضا أن يكون هناك أمر واقع يمس السيادة اليمنية إلا بموافقة الحكومة اليمنية حسب ماتقتضيه المصلحة كتغييرات في الحكومة أو ما إلى ذلك بحيث لا يمس السيادة اليمنية, أما أن تأتي دولة حتى وإن كانت جارة وتملي أوامرها لتغيِّر شكل الدولة أو تشرذم يمننا الكبير وتجعله دولتين.. فهذا يسموه ضرب من ضروب المستحيلات .
حكومة المملكة العربية السعودية لم تدخل الحرب لتقسيم اليمن إلى دولتين ليعود ماقبل العام 1990م، وأيضا هذا التقسيم لن يكون في مصلحة أمن بلدها, بل تدخلت الحكومة السعودية ودول التحالف بطلب من فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي تحت ثلاثة بنود: 1) إنهاء الإنقلاب، 2) عودة الحكومة الشرعية، 3) الحفاظ على وحدة اليمن .
والأمر الآخر الذي أود أن أقوله لأصحاب العقول الفارغة بأن السعودية إن كانت ترى خسارتها في الحرب ولو كانت بنسبة 1% لما تدخلت, بالتأكيد كانت ستساعد الحكومة اليمنية ولن تألوا جهداً أو مالاً في الوقوف مع اليمن, ولكنها كانت على ثقة تامة وتعلم علم اليقين بأن الخصوم هم عبارة عن أقزام ومن السهل القضاء عليهم, وبالتالي لنفترض جدلاً بأن الحكومة السعودية تسعى لعودة المخلوع لسدة الحكم عبر نجله أحمد فذلك يُعد إستسلام وإنهزام لها, وهذا لا تقبله الحكومة السعودية بالمطلق أن يُشار إليها بالمنهزمة، بل ونستطيع أن نطلق عليه رابع المستحيلات, فالمملكة العربية السعودية لن تدخل معركة لتخسرها .
علي هيثم الميسري