في البداية نهنئ شعبنا في الجنوب على النجاح المتواصل لنضاله السلمي والتي كان آخرها حشود يوم أمس في ساحة الحرية (العروض) بخور مكسر بالعاصمة عدن بمناسبة الذكرى الـ 19 لفك الارتباط عن الشمال والتي فاقت كل التوقعات، حشود مليونية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجنوب الحديث.
إخواني الشباب الواعي والمثقف في الشمال اليمني أقول لكم ومن قلب صادق إنكم لم تعودوا ذلك الشعب الذي ينساق وراء الكهنة وشيوخ القبائل دون العلم إلى أين يسير، ويحتكم لحكمهم ويأتمرون بأوامرهم ويدينون لهم بالولاء والطاعة، لقد أصبحتم اليوم من أنضج الشباب في العلم والمعرفة والتمدّن والتحضّر وقد شاهدناكم عند قيام ثورتكم المخطوفة في الـ 2011م في ميادين وساحات النضال السلمي ونشاهدكم كل يوم عبر القنوات الفضائية وعلى صدور الصحف.
أنتم إخواننا في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله، وكنّا قبل عام 1990م شعب واحد ونعيش في دولتين واليوم وبفضل حكامكم الأشاوس أصبحنا شعوباً وجماعات نعيش في دولة يحكمها قطاع الطرق وشيوخ القبائل والمتنفذين وسفارات الدول الأجنبية.
ما أود إن أقوله لكم إخواني وأنتم تدركون ما تعرض له الشعب في الجنوب من غزو وقتل وسلب ونهب وتدمير خلال العقدين الماضيين وتتابعون أيضا مسيرة الحراك الشعبي الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في الـ 2007م وما تعرض له من قمع وحشي ومؤامرات ودسائس ولكنه مستمر في نضاله السلمي وقد عقد العزم على تحقيق الهدف الذي خرج من أجله والذي قدّم في سبيله قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وشاهدتم أيضا الحشود المليونية السبع والتي كان آخرها مليونية يوم أمس 21 مايو 2013م في الذكرى الـ 19 لإعلان فك الارتباط عن الشمال وقد لحق هذا التاريخ حدثاً جديداً في تاريخ 7 يوليو من نفس العام 1994م وهو اليوم التي تمت فيه السيطرة الكاملة على الجنوب من قبل قوات الشمال وحلفائها.
إخواني الكرام، شعب الجنوب قد عقد العزم على التحرير والاستقلال سلمياً وهذا الخيار يتجلى بوضوح في نضاله المستمر منذ أعوام وبالزخم الذي تشاهدونه وبالاستبسال الغير مسبوق في التسابق على ميادين النضال السلمي وبالتصدي للرصاص بصدور عارية، والمتنفذين وعصابات النهب والفيد والتخلف قد عقدوا العزم والمعقود سلفاً على مواصلة الحرب ضد هذا الشعب ويتبيّن ذلك من خلال إعادة المسلسل الإجرامي الخطير الذي حدث قبل شن الحرب على الجنوب أي منذ عام 1990 – 1994م وهي إعادة الفتاوى التكفيرية ضد الجنوبيين المطالبين بالاستقلال سلمياً، والاغتيالات التي يتعرض لها أبناء الجنوب من مدنيين وعسكريين، والإصرار على بقاء الجنوب تحت سيطرتهم وكثير من الشواهد التي تبيّن الاستعداد لهذه الحرب المستمرة أصلا.
أيها الشباب الأحرار، أنتم اليوم أمام خيارين لا ثالث لهم، أمّا إن تقفوا إلى جانب إخوانكم في الجنوب وتناصرونهم حتى ينالوا استقلالهم سلمياً وبدون المزيد من إراقة الدماء، وتقفون أيضا بوجه هؤلاء الطغاة لتعيدون بناء دولتكم المسلوبة، ويبني الجنوبيين دولتهم وتعيشون شعب واحد كما هي الشعوب الحرة في أوروبا وغيرها أو حتى كما هي عليه دول مجلس التعاون الخليجي.
وأمّا إن تنساقوا وراء شيوخ القبائل وعصابات النهب والسلب وتعودن باليمن شمالا وجنوبا إلى العصور الوسطى.
لان الوحدة التي تنشدها كل شعوب العالم اليوم والجنوبيين منهم، ليست الوحدة التي يروّج لها الكهنة والعسكر في الشمال، اغتصاب الأرض والثروة وقتل الإنسان وتدمير الأوطان، ولكنها وحدة الشعوب والتعاون المشترك في جميع المجالات، مع احتفاظ كل شعب بسيادته وتاريخه.
وأتمنى الخير والسعادة للجميع.
22 مايو 2013م.