لكل مرحلة ابطالها وقادتها ونجومها اللامعون :في السياسة ، والدين ،والفكر، والزّعامة ،منهم من اشتهر بجبروته وطغيانه كأدولف هتلر، وفرعون، والنمرود وغيرهم من ائمة الظلم والاستبداد، ومنهم من عُرف بالوطنية والزعامة والنضال كرئيس الراحل جمال عبد الناصر ،والمهاتما جواهر لآل نهرو(غاندي)،وتشي جيفارا، ونيلسون منديلا ،واخرون عشقوا المجد والشهرة ولم يجدوا لذلك سبيل سوى باصطناع بطولات كرتونية عبر وسائل الاعلام.
وهم من اسماهم المفكر العربي محمد حسنين هيكل في مؤلفه (خريف الغضب) بالنجوم اللامعة ،اي من تصنع نجوميتهم وسائل الاعلام من خلال ما يعرف ب(البروباجندا) الدعاية السياسية .
قائد ما يسمى الحراك الشمالي :عبد الوهاب طوّاف احد تلك النجوم اللامعة واخر تقليعة تصنعها وسائل الاعلام اليمنية ليلعب دور البطل في فيلم( هستيريا ما قبل الرحيل) للمخرج علي محسن الاحمر الفيلم يتناول بشيء من المقارنة (السخيفة) بين وضع الجمهورية العربية اليمنية ما قبل الوحدة المشؤمة والذي يصور فيها بأن الوضع كان مزدهرا اقتصاديا وامنيا وعسكريا وما حل بهذا البلد من فقر ومجاعة واقصاء وتهميش ومصادرة للحقوق والممتلكات من قبل ابناء الجنوب العربي بعد الوحدة ،في تحريف وتبديل واضحين للحقائق والتاريخ ، واللذان يؤكدان بأن الشعب الجنوبي هو من انتهكت كرامته وسلبت حقوقه وعومل معاملة المهزوم، والفرع العائد الى الاصل كما يقولون ،وبكل تبجح يقول : بأن الاقتصاد اليمني كان يزيد عن عشرين ضعفا عن الاقتصاد لشعب الجنوب متناسيا ان العملة في الجنوب كانت اضعاف عملته التي كانت لا تستطيع تحمل حتى موازنة الدفاع والامن والتي تكفلت بها السعودية بالإضافة الى تحمل رواتب ما يزيد عن ثلاثين الف مدرس ومهندس وطبيب .
طوّاف وافكاره اضحوا حديث الناس ،كل الناس احاديث ليست بغرض التحليل وفك شفراته السياسية بل للكاعة (كما يقول العدنيون) واشغالاً لأوقات فراغهم عما يتحدث به ذلك الرجل - المخمور سياسياً الغاوي شهرة ونجومية - في تصريحاته وحواراته الاعلامية التي يروج لها والمنطلقة من القاعدة المعروفة والقائلة: خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ،الرامية الى خلط الاوراق لتمييع القض. ية الجنوبية التي اضحت قاب قوسين او ادنى من الحل بقضية مماثلة باخر ما تبقى من سقط متاعهم السياسي لعله يجدي نفعاً.
قلب الحقائق وتزويرها يبدو أنها صفة متوارثه في العربية اليمنية من العصر الجاهلي منذ زمن ابرهة الاشرم ذلك الطاغوت الذي حاول جاهداً تحويل القبلة من مكة مدعياً(كذباً وبهتاناً) بأن مكانها الحقيقي في صنعاء .
ولهذا ليس من العجب او الصدفة أن يأتي ابرهة اليمن الحديث (طوّاف)ويدعي بأن ابناء شعب الجنوب العربي هم من اخرجوا ابناء سبأ من ارض الجنتين