تجاوز الشعب اليمني المرحلة الاستثنائية بنجاح مؤتمر الحوار الوطني، واستكمال التوافق الوطني والاصطفاف لبناء اليمن الجديد - ما كان لهم ان ينجزوا استحقاق المبادرة الخليجية بنجاح الحوار لولا تُحمل مسؤولية قيادة الوطن لهذه الفترة رئيس استثنائي هو الأخ عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الذي استطاع بحكمته، وشجاعته وصبره مواجهة التحديات ، والإخطار مفوتاً على كل من ارادوا نسف التسوية السياسية عبر الارهاب والتخريب ونشر الفوضى، وافتعال بؤر الصراع والاحتراب والعمل على استمرار الازمات والتمترس خلف النزعات، والنعرات المناطقية والقبلية والمذهبية .. والسعي جاهدين الى اجترار الماضي في اصرار عجيب على البقاء في غيهم القديم الذي رفضه شعبنا في الجنوب ،والشمال بحراكه السلمي ، وثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية التي اكد اليمنيون بتضحياتهم فيهما عدم قبولهم بالظلم ،والظيم والفساد والإقصاء والتهميش، وأنهم بعد الآن لن يسمحوا لأيٌ كان النيل من ارادتهم، وتطلعاتهم لبناء الدولة اليمنية الاتحادية المدنية الحديثة العادلة التي امامها جميع اليمنيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات .. دولة قوية قادرة على السير بهم نحو مستقبل آمن ،ومستقر ومتقدم ومزدهر.
هذا هو الطريق الذي واصلوا فيه خوض معركتهم السلمية منتقلين فيه من ميادين وساحات الحرية والتغيير الى طاولة الحوار متحدين الصعوبات .. مسقطين رهانات المعيقين والمعرقلين .. مفشلين كافة مساعي ومحاولات اولئك الذين ارادوا ابقاء اليمن وشعبة في مربع العنف ومشاريع الفرقة والتمزق .. كان في هذا كله حادي سيرة اليمن الجديد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مثبتاً انه الأقدر بالتفاف جميع اليمنيين على اختلاف فئاتهم ، وتوجهات تياراتهم وألوان طيفهم الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي حوله على الانتقال بهم الى مستوى جديد في مساراته.
شكل اختتام مؤتمر الحوار الوطني نجاح كبيراً وعظيماً فاجئوا من خلاله وأذهلوا العالم بتقديمهم تجربه فريدة لحل قضايا صراعات مدمرة يشهدها محيطنا الاقليمي والكثير من دول العالم .. هذه التجربة يجب ان تكتمل بتطبيق مخرجات الحوار الوطني وتحويلها الى واقع جديد مغاير منقطع الصلة بكل مساوي ومآسي الماضي وسلبياته يبنى في سياقاتها اليمنيون صروح غداً مشرقاً خالياً من الخلافات والصراعات والخصومات .. فيه كل ابناء الوطن يتفرغون للعمل الابداعي الخلاق والذي يعوضه عن ما فاتهم في عقود الهيمنة، وإدارة اليمن بالأزمات الذي اغلقنا ملفاته وبدأنا صفحة جديدة عنوانها الرئيسي الاخاء والمحبة .. التصالح والتسامح ، والتوافق المنبثق من حوار تلاقى فيه الجميع في هذا الوطن ليتفقوا على بناء يمن جديد .. يمناً يستحقه وطن وشعب حضاري عريق وعظيم.