أفاد الصحفي “جرام وود” الذي أجرى مقابلة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمجلة “أتلانتك” في مقال جديد له بأن مصدران مطلعان سعوديان، أبلغاه بعد نشر المقابلة مع ابن سلمان، أنه لن يراه أبدا بعدها وأن وصوله إلى السعودية انتهى.
الإعلام السعودي حذف أجزاء من المقابلة
وقال “وود” في مقاله الجديد الذي نشره أمس بمجلة “أتلانتك” وترجمته (وطن)، إن الة الدعاية السعودية حاولت إخفاء الأجزاء غير المريحة في المقابلة وتضخيم أجزاء أحبتها الحكومة وتلفيق أجزاء أخرى كثيرة، حسب وصفه.
وتابع أن ما نشرته قناة “الإخبارية” السعودية من المقابلة، يظهر لك ما يرغب الفريق الإعلامي لولي العهد السعودي قمعه من المقابلة.
وأضاف “وود”:”أثناء لقائنا قال محمد بن سلمان، إنه لم يقرأ أي من مقالات خاشقجي، بينما عدل النسخة العربية مضيفا اليها كلمة “كاملة”.
مقارنة بين أمير قطر وهتلر
كما أن النسخة العربية المنشورة للمقابلة من قبل “الإخبارية” حذفت المقارنة بين أمير قطر وهتلر، بحسب محرر “أتلانتك”.
وأوضح “وود” أيضا:”أعد السعوديون وليمة دعائية من مقابلتي مع ولي العهد وكانت دعاية مملة مسحوا منها ما يريدون.”
وتدعي الحسابات السعودية ـ بحسب المحرر ـ “أننا أُصبنا بالدهشة من ذكاء ولي العهد ودفئه، لكن المقال كان واضحا أن جنون العظمة هو ما أدهشنا فيه.”
وتابع:”قال أحد مستخدمي تويتر: انتهيت للتو من قراءة المقال وأقسم بالله دون مبالغة، أجمل مقال قرأته عن شخصية عربية مهمة.. المقال يجعلك تشعر بقوة الامير محمد بن سلمان الشخصية”، وعقب أن هذا دليل انه لم يقرأ المقال.
“وصفت محمد بن سلمان بأنه ذكي وساحر، وقد غضب عدد من الصحفيين وقد كان كذلك بالفعل، إذا كنت تعتقد أن السحر والذكاء لا يتوافقان مع كونك معتلًا اجتماعيًا، فإن سنواتك في واشنطن العاصمة علمتك أقل من لا شيء.” يقول وود.
شكك بمعاقبة النبي للزنا
كما أوضح محرر “أتلانتيك” أن تشكيك ولي العهد السعودي، في معاقبة النبي للزنا في المقابلة الانجليزية، حذفت من النسخة الرسمية العربية لأن ذلك قد يثير حنق الإسلاميين، حسب قوله.
واختتم “وود” مقاله بالقول:”يرسل لي محبو محمد بن سلمان على الخاص “اللعنة عليك، أيها الكلب” و “اخرس أيها الصبي الصغير هذه [هي] السعودية العظمى”.. يزيد العلم السعودي بعد اسم المستخدم بشكل كبير من احتمالية الإساءة اللفظية الواردة.”
ابن سلمان يعاني تشنج حركي معقد واضطراب نفسي
وكان كل من غرايمي وود محرر مجلة “ذا أتلانتيك” ورئيس تحرير المجلة غيفري غولدبيرغ، اللذين أجريا حوارا في مقابلتين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخرا، كواليس المقابلتين وما حدث قبلهما وهو ما قد يعتبر فضيحة لابن سلمان، بحسب نشطاء حيث كشف الرجلان عن أحداث محرجة له أثناء اللقاء.
ونشرت المجلة في تقرير عقب المقابلة أجزاءً من الحوار. ممزوجا مع انطباعات محررها ورئيس التحرير وكواليس المقابلتين.
وتم الحوار مع ولي العهد “بعد منتصف الليل”، بحسب ما كشفه وود عن الكواليس. قائلاً: “لقد سافرت إلى المملكة العربية السعودية على مدار السنوات الثلاث الماضية. محاولاً أن أفهم ما إذا كان ولي العهد قاتلاً أم مصلحاً أم كليهما. وإذا كان الاثنين، فهل يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر”.
وتابع:”حتى منتقدو محمد بن سلمان يعترفون بأنه قد أنقذ البلاد من سبات اقتصادي واجتماعي. قام ولي العهد بإضفاء الشرعية على دور السينما والحفلات الموسيقية. لقد سمح للمرأة بالقيادة وارتداء الملابس بحرية. لقد قلص دور رجال الدين وألغى الشرطة الدينية. واستكشف العلاقات مع إسرائيل.
كما كشف المحرر الأمريكي أن “الأسئلة الصعبة تسببت في تحرك ولي العهد بسرعة. وكان صوته يهتز بتردد أعلى.”
وتابع أنه في كل دقيقة أو دقيقتين، كان يقوم بتشنج حركي معقد يتمثل في “إمالة سريعة للرأس للخلف. يتبعها بلع، مثل بجعة تبتلع سمكة.”
وقد اشتكى من أنه تعرض للظلم، وأظهر شعوراً بعقلية الضحية وبهوس العظمة. بمستوى غير عادي حتى بمعايير حكام الشرق الأوسط، بحسب وود.
عادات ابن سلمان الشخصية ومسلسله المفضل
المحرر الأمريكي قال أيضاً: “خلال لقائنا في الرياض، سأل رئيس التحرير، محمد بن سلمان عما إذا كان قادراً على التعامل مع النقد. فقال ولي العهد: شكراً جزيلاً لك على هذا السؤال، لو لم أكن قادراً، لَما كنت أجلس معك اليوم للاستماع إلى هذا السؤال. وردَّ جيفري: سأكون في فندق ريتز كارلتون. فقال ولي العهد: حسناً، على الأقل إنه فندق خمس نجوم”.
ويستطرد المحرر الأمريكي في كشف كواليس اللقاءين، فيقول: “في بداية كلٍّ من المقابلتين. قال محمد بن سلمان إنه حزين لأن الوباء منعنا من العناق. اعتذر عن اضطرارنا جميعاً إلى ارتداء الكمامات.”
وتابع:”حضر كل لقاء، العديد من الأمراء الصامتين، يرتدون أردية وكمامات بيضاء متطابقة. مما يتركنا غير متأكدين، حتى يومنا هذا، من كان حاضراً بالضبط”.
وأضاف وود: “ظهر ولي العهد في المقابلة تاركاً زِرَّ ردائه عند الرقبة مفتوحاً بأسلوب غير رسمي (كاجوال) يفضله الشباب السعوديون. وقدَّم إجابات باضطراب، عن أسئلة حول عاداته الشخصية.”
ونقل عن ولي العهد السعودي أنه “يحاول الحد من استخدامه تويتر. يتناول الإفطار كل يوم مع أطفاله. ومن أجل المتعة يشاهد التلفاز”.
كذلك، قال الصحفي الأمريكي إنَّ ولي العهد السعودي “يتجنب مسلسلات. مثل House of Cards، التي تُذكِّره بالعمل.
وبدلاً من ذلك، يفضِّل مشاهدة المسلسلات التي تساعده على الهروب من واقع وظيفته. مثل Game of Thrones”.