نداء من القلب

2015/07/31 الساعة 04:49 مساءً

  لأهل الإيمان والحكمة جنوبا وشمالا . أحبتي أهل اليمن أهل الإيمان والحكمة والفقه والسكينة فلا زلتم في نظري أطيب الشعوب وأكرمها وأرقها قلوبا وأكثرها بساطة وأسرعها ألفة وأنقاها معدنا . أحبتي لن أخاطبكم هنا بلسان السياسة فلن أدعوكم إلى وحدة كما أني لن أحرضكم على إنفصال . فهذا أمر سياسي جدلي مكانه طاولات السياسة لا أراه سببا لكل هذه العداوة والفرقة والشقاق والشحناء والبغضاء وفساد ذات البين التي هي الحالقة لا تحلق الشعر وإنما تحلق الدين كما بين نبينا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، ولا أخاله موجبا للإقتتال وسفك الدماء ، خصوصا والجميع متفق على حاكمية الشريعة ومرجعية الكتاب والسنة . لكني هنا أدعوكم من منهج الله الذي رضيتم به ربا ، ومن منطق الإسلام الذي رضيتم به دينا ، فهل أنتم اليهما محتكمون ولما أقرا وشرعا خاضعون ، لا أظنكم إلا كذلك فأنتم أحفاد الأنصار من كان لسان حالهم سمعنا وأطعنا ، إذا فإني أدعوكم الى الألفة والمحبة والإخاء وسلامة الصدور والى الإيمان والتقوى فبدونها لن يستقيم لكم حال ولن تصلوا إلى استقرار ، حتى في الأسرة الواحدة والحي الواحد . لأن الله علق سبب نزول رحمته وبركاته بتحقق الإيمان والتقوى وتوابعها من الاخوة والمحبة ، قال ربكم سبحانه ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) لا سيما وأنتم أبناء بلد واحد وأتباع ملة واحدة وهذه نعمة إياكم وكفرانها فتحل بكم نقمة الله . قال ربكم عزوجل ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) . وأعلموا يقينا أنه لن يتحقق لكم أمن ورخاء وعيش كريم إلا بالإعتصام بحبل الله والتمسك بقيم الدين الحنيف ، ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) . استفيدوا من تجارب الأمم حولكم ، كيف استقر الأوربيون ونعموا بطيب العيش وتحقق لهم الأمن والازدهار والرخاء تحقق لهم ذلك حين تركوا الماضي وراء ظهورهم وأهالوا عليه التراب ، وقدكان ماضيا مأساويا سالت فيه الدماء أنهارا وجرت أخاديدا ، لكنهم تنبهوا واستفاقوا واحتكموا للعقل والمنطق ورأوا أنهم يدورون في رحى لن يخرجوا منها الا بمزيد من التخلف والدمار والهلاك وأن الدم يقود للدم ، وأن هذه دوامة لن تتوقف حتى تأتي على آخرهم وتذهب بكل شيء جميل فكان أن أقلعوا وتآخوا وتآزروا وتفرغوا للبناء والإنتاج فاستبدلوا نار البارود بدخان المصانع ، وجعلوا المليارات التي كانت تهدر في بناء الجيوش وصناعة السلاح تنفق في التنمية والصناعة وتصرف في سبيل رفاهية الإنسان وسعادته ، وأنتم أولى بهذه الحكمة لأنكم أربابها وما يجمعكم أكثر مما يجمعهم وترجون من الله مالا يرجون ، فهل أنتم مستعدون للتسامي فوق الجراح والإنتصار على النفوس التي جبلت على حب الإنتقام والإنطلاق نحو المستقبل والتفرغ للبناء لتدارك الركب واللحاق بالقافلة فقد طال بنا المسير في مفاوز الجهل والفقر والمرض. أخوكم والمشفق عليكم / محمد علي عبدالرب اليافعي