عندما أستلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح علم الجمهوربة اليمنية لمحت إبتسامة خبيثة في محيا سيء الذكر العفاشي وبها معاني كثيرة وفي حينها أعتقدت بأن اﻷمر غير مثير للشك، ولكنني بمجرد أن سمعت ذلك المخلوع وهو يلقي كلمة وفيها يهدد ويتوعد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أدركت حينها بأنه قد أعلن الحرب ففهمت بأن تلك اﻹبتسامة كانت هي الترجمة لما قاله في هذا الخطاب، هذه كانت محطة التحدي اﻷولى لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عندما أستلم دولة مهترئة متهالكة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وعندما كان فخامته معارضآ وبشدة أن يستلم مقاليد الحكم فقد كان محقآ في ذلك لأنه كان يعلم بكل المطبات والمنعطفات التي ستقابله ولولا إصرار الدول صاحبة المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي لما قبل هذه المهمة أوعلى اﻷحرى هذا التحدي، فثمة من كان يرى في شخص الرئيس غير جدير بإستلام سدة الحكم لمبررات واهية وغير منطقية، فكان الكثير منهم يتوهم بأن البلد ستغرق في فوضى عارمة وربما تنجرف للحرب اﻷهلية، وأنا أقول لقد أصابوا في حكمهم ولكن إن كان الرئيس غير عبدربه منصور هادي، لأنه أخذ من إسمه نصيب فقد كان في السلم هادئآ وفي الحرب منصورآ وقد أثبت ذلك على أرض الواقع، سار هادئآ في فترة الحوار ولملمة مفاصل الدولة المهترئة وأنتصر في الحرب المعلنة من قبل اﻹنقلابيون ومن غير أدوات، فقد كان يتحلى بالدهاء السياسي ﻻيملكه سواه وعبقرية عسكرية لايضاهيه بها أحدآ، فعندما تحركت المليشيا اﻹنقلابية بعد أن قرعت نواقيس الحرب وبدأوا الحشود صوب مدينة عدن الباسلة وتهيأوا لإجتياحها أيقنا جميعآ بأن المبادرة الخليجية والحوار الوطني قد ذهبا أدراج الرياح ورأينا في اﻷفق بأن البلد ستكون تحت اﻹحتلال الفارسي، ولم نكن ندري ماذا كان يدور في خلد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، فبدأت اﻷحداث تتسارع ولم يهدأ لنا باﻵ إﻻ عندما رأينا عاصفة الحزم وقد بدأت تدك وتقصف معاقل المليشيا اﻹنقلابية وأزلامها، هنا أدركنا بأن فخامة الرئيس قد كشر عن أنيابه وبدأ اﻹنقضاض على اﻹنقلابيين كما يفعل اﻷسد الرهيص الذي ينام عشرون ساعة ثم يقوم متثاقلآ وبمجرد أن يرى فريسته ينقض عليها كالسهم الخاطف وهكذا فعل فخامته، ولكن يجب علينا أن لاننتقص بحق من كان سندآ له، فالمملكة العربية السعودية كان لها الدور اﻷبرز بمعية دول التحالف اﻷخرى وقائدهم العربي اﻷصيل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأيضآ لولا إستماتة وشجاعة الرجال اﻷشاوس أبطال المقاومة الشعبية بجميع الجبهات لما كنا رأينا النصر، فالمقاومة الشعبية هي التي أطالت أمد الحرب وسطرت البطولات وأظهرت للعالم أجمع بأن رجال اليمن لايضاهيهم أحدآ في هذا الكون على مر التاريخ، فمنهم من كان متمرسآ على القتال ومنهم من تعلم أن يضغط على الزناد في أرض المعركة وهؤلاء كانوا شباب، الفرد منهم يمتلك شجاعة توازي شجاعة ألف رجل.
نحن على أعتاب يمن جديد ولا ندري بأي صورة سنراه، هل بصورة إقليمين أو ثلاثة أقاليم كما يقول البعض أو ستة أقاليم كما أقر به فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي؟ اﻷهم من موظوع عدد اﻷقاليم هو نموذجية اليمن في عهد فخامة الرئيس البطل عبدربه منصور هادي والتي ستكون مفخرة للشعب اليمني وستكون هاماتنا مرفوعة بعد أن طأطأ بها الرئيس العفاشي المخلوع طيلة سنوات حكمه، ففي السابق كنا نخجل من يمنيتنا، فقد كان اليمن عنوان الجهل والتخلف أما اﻵن في عهدك أيها الرئيس البطل جعلت لليمن عنوانآ جديدآ وأصبحنا نحن اليمنيون يشار إلينا بالبنان، فشكرآ لك يافخامة الرئيس أن جعلت هاماتنا عالية تلامس السحب، شكرآ لك يافخامة الرئيس أن أعدت إلينا كرامتنا وحفظت لنا ديننا وعقيدتنا من التحول.
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لو ضللنا نشكرك طول ماحيينا فلن نوفيك حقك، فهنيئآ لك ياشعب اليمن هذا الرئيس الحكيم، فحانت اللحظة التي ستتوجه أبصار العالم صوب اليمن، وبدأت ساعة الزمن تدور ليتحول اليمن التعيس ويعود من جديد لليمن السعيد بعد أن عاد إلينا سيف بن ذي يزن الجديد (( عبدربه منصور هادي )) ..
ودمتم سعداء
علي هيثم الميسري