ثارت ثائرته حينما وصله خبر تعيين الأخت مها السيد مسؤولة لجنة الإغاثة في عدن, فقد كان يعتقد بأنه هو الأجدر أن يكون المسؤول عن اللجنة الإغاثية, يبدو بأنه كان يسعى للوصول لهذا المنصب, فحينما تيقن بأن المنصب طارت به العصفورة بدأ يلقي عليها التهم ويقذفها بأقذر العبارات وهي لم تحرك ساكناً وكأنما المثل القائل الكلاب تنبح والقافلة تسير هو عنوان مسيرتها في حياتها العملية, أهنيك يا بنت السيد على أخلاقك العالية وهدوئك القاتل لأمثال هؤلاء الشرذمة من الناس الذين يعتقدون بأن الحرب الإعلامية والشائعات وقذف المحصنات هم الذين يرتقون به لآماله وتطلعاته الوظيفية, أما أنت يا هذا يا من كنت تحلم بأن تصل وترتقي على حساب غيرك فأنت لم تمس كيان الأخت مها السيد فحسب بل شككت في تقييم القيادة السياسية وتعييناتها لمن يستحق هذا المنصب.. هل لك يا قاذف المحصنات تخبرني ما هي مؤهلاتك وشهاداتك الدراسية حتى توهم نفسك بجدارتك في هذا المنصب .
السيدة مها السيد أقول لمن لا يعرفها بأنها ناشطة في الجانب الإنساني والإغاثي ولها بصمات واضحة وضوح الشمس في كبد السماء منذو سنوات عجاف وأُختيرت عضوة في مؤتمر الحوار الوطني وبُح صوتها أثناء إجتياح الإنقلابيون لمدينة عدن, أما عن ظهورها الإعلامي لتأييدها شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فحدث ولا حرج وفي الجانب الآخر كتبت مقالات لاذعة وبكل شجاعة الأنثى المحبة لوطنها عن المليشيات الإنقلابية, وحينما غابت المنظمات الإنسانية ظلت تعمل كالنحلة لتقديم المساعدات الإغاثية لكافة أبناء عدن عندما كانت الهيئات الإغاثية نائمة, فأين كان موضعك من الإعراب حينها ؟ لقد تواريت عن الأنظار كالجبناء ومكثت في المجالس والمقايل وأمام أجهزة مواقع التواصل الإجتماعي وعندما بدأت تعود الحياة لمدينة عدن الغالية طللت برأسك وهرعت لتبحث عن وظيفة ريادية فلم تجد سوى منصب السيدة مها السيد لأنها أنثى, لماذا لم تطمع بالمناصب الريادية التي تقلدها الذكور ؟.. أجب على نفسك يا صلاح .
هل تعلم بأنه الآن ينتظرك القصاص الرادع وستكون عبرة لمن تسوّل له نفسه الإحتذاء بك ؟ يجب أن تعلم بأن شخصيتك معروفة ولن تتخفى وسيأتي بك القضاء من حيث تقبع, وأنت تعرف ما هو حكم قذف المحصنات المؤمنات الغافلات .
كان من الأجدر بك أن تذهب عبر القنوات الرسمية لتطالب بتعيينك في هذا المنصب ما دمت تشعر بأنك كفؤ لتتقلد هذا المنصب ومن حقك أيضاً أن تنتقد أي مسؤول كان, ولكن كان عليك أن تكون شجاعاً وتطل برأسك لتعرّف عن نفسك بدلاً من أن تتوارى وتتخفى حتى لا تُعرف .
عندما يتم تعيين شخصية ما في إحدى الجهات من المناطق الشمالية لا نرى أحداً يعترض من أبناء هذه المناطق ويمر الموضوع مرور الكرام, أما نحن في الجنوب فنقيم الدنيا ولا نقعدها عندما يتعين شخصاً ما في جهة ما, لا ندري لماذا تكمن الأنانية في قلوبنا ويقتلنا الحسد ؟ والملاحظ بأن المنتقدين من منطقة واحدة والكل يعرفها لا سيما إن كان التعيين يخص العاصمة عدن.. لقد أرّقني هذا السؤال وأبحث عن إجابة فهل لأحد أن يجيبني عن هذا السؤال الذي أقلق مضجعي ؟
بقيَ لدينا لطفي شطارة وما أدراك ما لطفي شطارة الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. فقد إستغربت كثيراً عليه عندما شكك في عدنيّة الأستاذ عدنان الكاف الذي تقلد مؤخراً مدير ميناء عدن, فحينما عرف لطفي شطارة بأن الأستاذ عدنان الكاف قد تقلد ذلك المنصب فلم يكن له بُدّاً إلا أن يعلن الحرب الشعواء وأطلق قلمه وكالَ له سيلاً من الشائعات الباطلة وأولها إدعائه بأن الأستاذ عدنان الكاف ليس عدني وإنما حضرمي فعلى ذلك بنى رأيه بأنه لا يستحق هذا المنصب.. وبعدها تأتي الأقاويل والشائعات الأخرى تباعاً, فإن كان عدنان الكاف حضرمي وليس عدني فأقلّها نعرف أصله.. فهل لك يا شاطر أن تتكرم وتخبرنا ما هو أصلك ومن أين جذورك ؟ لا يهمني أن أعرف إجابة السؤال والذي يهمني أن أعرف هو أنت محسوب على من وتعمل لمصلحة من ؟
كفانا يا أبناء الجنوب التشرذم والفُرقة التي لا تخدمنا, فمن كان منكم يحب الجنوب فليمسك لسانه وقلمه وليقُل خيراً أو ليصمت, ودعوا النخبة تعمل ومن أخطأ فلنوجه له النقد.. فليس من العدل أن ننتقد قبل أن يعمل هؤلاء النخبة ونرى أخطاؤهم .
وفي الأخير أسأل الله أن ينزع من قلوبنا الحقد والحسد والبغضاء والضغينة ويزرع مكانها المحبة والتآخي ويجعل بينهما الثقة والتفاؤل .
والله من وراء القصد ..
علي هيثم الميسري