عندما أشاهده على شاشة التلفاز وهو يحلل المعارك الدائرة في اليمن بطريقته الخاصة التي يتميز بها دون غيره أود حينها بأن لاينتهي اللقاء ويمتد لفترة أطول، فهو يشعرني وكأنني في أرض المعركة وأرى كل مايدور بأم عيني، ولديه قدرة عجيبة بأن يجذب إنتباه المشاهد بطرحه السلس، ويتميز أيضآ بوفرة المعلومات القتالية والتكتيك العسكري وتوقعاته التي تصيب معظم اﻷحيان. تتهافت عليه الكثير من القنوات الفضائية لدرجة أنه يظهر على الشاشة شبه يوميآ وفي بعض اﻷحيان يظهر في اليوم الواحد مرتين إلى ثلاث مرات، ومن ضمن هذه القنوات الفضائية قناتي العربية والعربية الحدث والجزيرة وسكاي نيوز واﻹخبارية السعودية وروسيا اليوم وغيرها من الفضائيات، وعلى الرغم من أنه أصبح أشهر من نار على علم إﻻ أنه غاية في التواضع ويتحلى بدماثة اﻷخلاق، ويمتلك وفرة من المعلومات في مجالات شتى ناهيك عن اﻷفق الواسع ويتمتع بالمرح في أغلب أوقاته وتراه دائم اﻹبتسام إﻻ على شاشة التلفاز فترى في محياه الجدية في اﻹلقاء. وهو يجيد التنظير في كثير من اﻷمور، فمثلآ عندما يشرح لك عن مخرجات الحوار الوطني وفائدة بعض بنود المخرجات وكيفية تطبيقها سيخيل إليك وكأنه هو من صاغ وثيقة الحوار، وإن كنت أنا مصدر القرار لكنت أستحدثت منصب وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار ولكنت أمرت بتعيينه ليتقلد منصب هذه الحقيبة فهي مناسبه وإمكانياته.
إنه العميد محمد عبدالله سيف جواس الذي كان يشغل منصب ركن تدريب اللواء الخاص بالقوات الجوية والدفاع الجوي وبعدها تم تعيينه في العمليات المشتركة، وأيضآ تخرج العميد محمد جواس من كلية الحقوق ولديه شهادة لغة إنجليزية ودبلوم علم النفس التربوي ناهيك عن شهادات التقدير من القوات المسلحة.
ومن مفارقات القدر أو على اﻷحرى من أقدار الله كان والده الشهيد عبدالله سيف جواس مقاتلآ شرسآ في العام 1968م في إحدى المعارك تحت قيادة القائد الميداني آنذاك عبدربه منصور هادي وقد أستشهد في العام 1971م، وأعاد التاريخ نفسه بأن اﻹبن محمد جواس جاء دوره ليقاتل تحت قيادة نفس القائد وهو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في العام 2015م وقاتل المليشيات اﻹنقلابية أبان إجتياحها لمدينة عدن الباسلة، وكان العميد محمد جواس من أوائل المقاتلين الذين لبوا نداء فخامة رئيس الجمهورية في تجهيز الدفاع الجوي في معاشيق وجولدمور الذين قاموا بإطلاق مضادات الطيران على طائرات اﻹنقلابيون التي أغارت على قصر معاشيق، وكان أول المصابين وقد أصيب برصاصة أخترقت جسده النحيل وأستقرت في الحوض وذلك في العند بعد تكليف وزير الدفاع محمود الصبيحي لتجهيز المدفعية بمعية قائد لواء الدفاع الساحلي العميد أبوبكر حسن، ثم أستمر في الدفاع عن مدينته في جبهة المنصورة وصلاح الدين بمشاركة أخوانه رجال المقاومة الجنوبية اﻷبطال، وعندما تم إستدعائه من قبل القيادة السياسية للقدوم إلى الرياض لحضور مؤتمر إعلان الرياض رفض الخروج من الجبهة في بادئ اﻷمر وآثر أن يستمر في الدفاع عن مدينته وهي مسقط رأسه ومع إصرار القيادة السياسية له قبل الأمر بإمتعاض وشد الرحال وسلك المسالك الخطرة وواجهته الكثير من الأخطار وجميعنا يعرف رحلة الخروج من عدن كم هي صعبة وشاقة وخطيرة ناهيك على قيادي بارز ومطلوب لدى القوى اﻹنقلابية أمثال هذا البطل المغوار والشرس العميد محمد جواس.
وأخيرآ وبشق اﻷنفس وصل العميد محمد جواس إلى العاصمة السعودية الرياض بسلامة الله وحفظه وشارك في مؤتمر إعلان الرياض.
العميد محمد جواس أيضآ له صولات وجولات منذو العام 2007م بعد إعلان قيام الحراك الجنوبي السلمي، فقد كان قياديآ بارزآ ومن المنظرين الذين يتميزون باﻷفق الواسع والنظرة الثاقبة في حلحلة الكثير من المشاكل التي كانت تواجه بعض أعضاء الحراك، فخلاصة القول بأنه من غرائب اﻷمور نجد رجل يمتلك كل هذه اﻹمكانيات التي لايمتلكها كثير من الناس ناهيك عن التضحيات التي قدمها هذا الرجل إلا إننا نجده في مدينة الرياض لايتقلد أي منصب ريادي سواء في السلك العسكري أو المدني، ولكنني يحذوني اﻷمل بل أتوقع بأن هذا الرجل سيكون له شأن ودور محوري في الزمن القادم أي بمعنى آخر في اﻷيام القليلة القادمة ﻹنني أثق ثقة تامة في فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وبحنكته السياسية والعسكرية ناهيك عن أن فخامته يعلم الكثير عن هذا الصرح الكبير العميد محمد جواس وفيما سبق تم اللقاء بينهما في أكثر من مناسبة، لذلك أعتقد بل أجزم بأن فخامة رئيس الجمهورية لديه قرار رئاسي بتعيين العميد محمد جواس في أحد المناصب القيادية، ﻷنه من المحال أن نجد شخصية وهامة نضالية يمتلكها كائن من كان ونراها قابعة في زاوية من الزوايا دون اﻹستفادة من إمكانياتها لوطننا الحبيب لاسيما في هذه اﻷوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن الغالي وقلما تجد شخص يمتلك كل هذه اﻹمكانيات في هذا الزمن الصعب.
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أهنئك بأنك ترأس بلد فيه الكثير من الهامات الوطنية المحبة لوطنها أمثال اﻷخ العميد محمد جواس الذين يكنون لك وافر اﻹحترام والتقدير وأنت تبادلهم بنفس القدر ومن حقك عليهم أن يكونوا عصاك التي لاتعصاك بل ويكونوا ذراعك التي تبطش بها أعداء الوطن الحبيب ومن حقهم عليك أن ترعى مصالحهم وأقلها أن تمنح كل واحد فيهم بقدر تضحيته وتضعه في المكان الذي يناسب مؤهلاته وإمكانياته وأستسمحك عذرآ يافخامة الرئيس أن تعفو إن كنت قد تجاوزت الحد بكلامي هذا فأنت صاحب القلب الكبير الذي يتسع لوطن بأكمله.
ودمت بوافر الصحة..
علي هيثم الميسري